أحمد بيضي - خنيفرة/ جديد أنفو

أحسنت "جمعية تايمات أجلموس للتنمية والبيئة والتضامن" بأجلموس، إقليم خنيفرة، عندما اختارت، في السابع من مارس 2015، تكريم المواطنة فاطنة الشافعي المعتقلة في أحداث الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلدة، في السادس من ماي 2012، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، اعترافا وإجلالا لهذه المواطنة بوصفها رمزا لكل النساء ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، عبر مشاركتها المميزة، رغم ظروفها الصعبة، في الحركة الاحتجاجية من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم.

وفي ذات السياق، أوضح مصدر من الجمعية دلالات تكريم المواطنة فاطنة الشافعي التي وقعت رهن الاعتقال إثر تدخل القوات العمومية خلال ما يعرف ب "الأحد الأسود" الذي نزلت فيه ساكنة أجلموس إلى الشارع للمطالبة بتحسين ومعالجة الأوضاع المتردية على مستوى الصحة والرياضة والأزقة والتنمية والنقل الحضري، مع مطالب اجتماعية مشروعة من قبيل الإلحاح على انتشال المنطقة من مختلف مظاهر التهميش والهشاشة والفساد والإقصاء الاجتماعي، حيث لم يفت غالبية المراقبين يومها تحميل السلطات كامل المسؤولية في ما جرى من أحداث بسبب مقاربتها الأمنية وتعاملها العنيف مع الوضع بدل فتح ما يمكن من الحوار مع المحتجين.

ولم يكن أي متتبع خلال "الأحد الأسود" يتوقع أن يكون رد السلطات الإقليمية بتلك الطريقة من العنف والقمع والمعاملة الحاطة من الكرامة والاعتقالات العشوائية التي طالت حينها أزيد من 34 شخصا، بينهم نساء وقاصرين، تم الإفراج عن بعضهم مقابل الاحتفاظ ب 12 شخصا، بينهم امرأتان، تمت إحالتهم على غرفة الجنايات ومقاضاتهم بأحكام ثقيلة أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمكناس (الملف عدد 207/12)، بغاية لجم غضب الساكنة، في حين لم يتوقف البحث عن بعض المحتجين ممن اختاروا اللجوء إلى الجبال المحيطة بالمنطقة هربا من موجة الاعتقالات العشوائية.

وكانت مناسبة الحفل مواتية لوقوف أبناء الجمعية والشباب الناشط، ومن خلالهم باقي أبناء أجلموس، وقفة إجلال وتقدير للمواطنة فاطنة الشافعي التي اختطفتها موجة الاعتقال من أمام بيتها عقب خروجها بحثا عن فلذة كبدها، حيث عاد الجميع لتجديد مطالبتهم بوقف المتابعات الجنائية القائمة في حقها، وجبر ضررها النفسي الذي طالها جراء ما لحق بها وبأبنائها من أضرار نفسية واجتماعية، مع مطالبة مختلف الفعاليات الحقوقية التدخل لمؤازرة هذه المواطنة.

حفل التكريم الذي تم تنظيمه، بتنسيق مع "نادي تايمات للكرامة والتراث الإنساني"، تميز بتقديم "مجموعة غيوان دفاتر أجلموس" لفقرات فنية ملتزمة مهداة منها للمرأة المحتفى بها، وباقي نساء أجلموس لدورهن النضالي والاجتماعي، و"كم كان الحفل في مستوى الحدث من خلال تفاعل الحضور مع ما حمله الحفل من دلالات معنونة بالإنسانية والمواطنة الحقيقية"، على حد تعليق أحد المهتمين الذي صفق كثيرا لاستحضار الحراك الشعبي العشريني (20 فبراير 2011) الذي جعل من إسقاط الفساد والاستبداد شعارا له، ما فتح مساحات عريضة أمام المجتمع المدني وجعل منه الفاعل الحقيقي والساهر على المواطنة واستشراف المستقبل.

وارتباطا بالموضوع، عمم بعض المنظمين شريط فيديو لمناضلة نسائية (خالتي خدوج) التي حضرت الكثير من المحطات التضامنية مع معتقلي "الأحد الأسود" أمام محكمة خنيفرة رفقة تنسيقية 20 فبراير والمعطلين، وقد اختارتها الجمعية لتسليم هدية رمزية للمناضلة فاطنة الشافعي التي تم تكريمها إلى جانب عضوة بالمكتب المحلي لجمعية تايمات، اعترافا بما قدمته للعمل الجمعوي، وتلميذة بالثانوي التأهيلي رئيسة نادي تايمات للتضامن الاجتماعي تم الاحتفاء بها أيضا من باب تحفيزها على مواصلة حملاتها الملموسة.