يوسف ذوقرن

يعيش قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير، حالة من الفوضى والاكتظاظ، فتكفي جولة بسيطة وسريعة بين أقسامه لترى بآم عينيك مناظر تشيب لها الولدان.

صفوف مكدسة و ا مواج بشريه أمام قسم واحد للفحص في غياب شبه تام للممرضات والممرضين والأطباء باستثناء طبيب وحيد يتنقل هنا وهناك تائه كمن يبحث عن شيء، أظنه حديث العهد بهذا القسم أو متدرب . الفوضى تعم المكان و الذين يتحكمون في كل شيء يصولون ويجولون هن عاملات النظافة. ويحكي مواطن (ع .ا ) صادفته الجريدة بقسم المستعجلات عن حادثة عاش وقائع قائلا “من الأحداث التي رأيتها وأفقدتني صوابي هو وقوف امرأة قروية تحمل بين ذراعيها طفلا لا يتجاوز عمره 4 شهور أفقدته الحمى المفرطة ( السخانة) وعيه، شاردة بين عشرات المرضى في صف طويل غارقة في بكاء ممزوج بمرارة وحسرة وهي ترى فلذة كبدها بدأ يهمد شيئا فشيئا إلى أن فارق الحياة بين يديها وهي تنتظر دورها لتنقذ رضيعها والله أعلم كم قطعت به من جبال إلى أن أوصلته إلى هذا القسم الذي لم يقدم لها شيئا باستثناء التعجيل بموته الذي كان لن يكلف إنقاذه جهدا طبيا، فقطرات من الأدوية المخفضة للحرارة كافية لتجنب فقدان رضيع لا ذنب له.

وقد سبق لجمعيات حقوقية وجمعوية آن أصدرت بلاغات حول الوضعية المزرية التي أصبح يعيشها قسم المستعجلات والأقسام الأخرى بفعل الغياب المستمر للأطر الطبية، نظرا لقلتها واعتمادها على ممرضين متدربين في علاج الحالات المستعجلة.