لحسن ايت الفقيه - الرشيدية / جديد أنفو ( الصور بعدسة مولود باسالم )

استجابة لدعوة السيد مدير الثانوية الإعدادية مولاي رشيد بالرشيدية، والتزاما ببرنامج الأسبوع الثقافي السابع الذي نظمته المؤسسة هذه السنة تحت شعار «الموروث اللامادي تعزيز للهوية الوطنية»، جرى تقديم موسوعة « التراث الشفاهي بتافيلالت: الأنماط والمقومات» الذي صدر الكتاب سنة 2008، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكنه لم ينزل السوق إلى غاية دجنبر 2009، ولأن الموسوعة من منشورات اتحاد كتاب المغرب، فرع الرشيدية، فقد حضر الفرع لتقديم المنتوج إلى أندية التربية على المواطنة وحقوق الإنسان.

وقام بتصميم الموسوعة وطباعتها مؤسسة Imagerie .Pub بفاس، وسجل تحت إيداع قانوني 2614mo2008، وتتكون الموسوعة من أجزاء: الجزء الأول والثاني خصصا للمتن العربي والثالث يشتمل على المتن الأمازيغي، والموسوعة، وإن كانت ذات فائدة في إعمال الحقوق الثقافية، فلا مناص من اعتمادها لإحياء ذاكرة إملشيل وأملاكو وتزمامارت.

قدم للتلاميذ في البدء أن تدوين التراث الشفاهي يندرج في إعمال الحقوق الثقافية. وإن كان الوقت لا يسمح بتعريف ماهية الحقوق الثقافية خاصة وحقوق الإنسان عامة، فقد جرى استحضار ما قيل في موضوع الحناء لارتباط التلاميذ بهذه الشعيرة، فكان التأسيس لارتباط الحقوق الثقافية بالهوية الثقافية، وهي هوية متعددة، لما تبين التلاميذ من تعدد شعائر الحناء. ولقد شكل التعدد الثقافي الملموس في الميدان مدخلا لتقديم الفصل الخامس من الدستور المغربي الصادر في سنة 2011.

وورد في الندوة تقديم مفهوم التعدد الثقافي انطلاقا من المادة 2 من اتفاقية باريس 2003 (اليونسكو)، حول التراث غير الملموس. والتراث الثقافي نوعان: التراث  الملموس الذي يحوي المهارات  والقطع المصنعة يدويا، والتراث الثقافي غير الملموس ويحوي التراث الشفاهي والعبارات، وذلك ما انقطع لمعالجته اتحاد كتاب المغرب فرع الرشيدية، ثم الحرف والمنتجات وذلك ما ينتظر الخوض فيه، علما أن مجموعة من الحرف كان يمارسها اليهود، ولما هاجروا المنطقة اختفت هذه المهارات، ولأنها غير مدونة، فقد كانت الخسارة كبيرة للغاية، وهنا الموسيقى والفنون، والمعرفة والتعامل مع الطبيعة والعالم، والعادات الاجتماعية التي فصلنا فيها القول في شعيرة الحناء يوم الفاتح من شهر أبريل من العام 2015. وأشير إلى أن اتحاد كتاب المغرب لم يعتمد على المادة 2 من الاتفاقية المذكورة حيث أجرى جمع التراث الشفاهي بتصنيفه صنفين التقاليد الشفاهية والمعرفة الشفاهية، فكان الانقطاع لهذه الأخيرة.

وأشير كذلك إلى إشكال تدوين التراث الشفاهي الذي واجه اتحاد كتاب المغرب، فرع الرشيدية، والذي يتجلى فيما يلي:
- إشكال التداخل بين الشفاهية المحضة والشفاهية المزدوجة. بمعنى أن هناك الكثير من الأوساط تندر فيها الكتابية، ولكن صعب الإقرار بأنها شفاهية محضة، للانتشار الواسع للأئمة المساجد الذين لايفتأون يوثقون بعض المعاملات. ومن جانب تغطي الزوايا ذات النزوع نحو الكتابية نطاقات واسعة، ورغم ذلك استقر رأي مؤطري فريق البحث عن التراث الشفاهي على جعل المخطوطات ضمن التراث الشفاهي.

- إشكال التعدد الثقافي والإثني مما يطرح إشكال التبني، وجرى اعتماد الجانب السوسيومجالي بحيث ينسب النص الشفاهي إلى الوسط الاجتماعي في مجال جغرافي معين.

وجرى الوقوف عند السياقات المعززة لتدوين التراث الشفاهي من ذلك السياق الدولي والسياق الوطني والسياقي الجهوي فاستحضر عمل الذاكرة في إطار برنامج جبر الضررر الجماعي والاهتمام بالممارسة المتحفية في الجنوب الشرقي المغربي.
وبعد ذلك جرى الوقوف عند أهداف التراث الشفاهي:

- المساهمة في إثراء الفكر والحوار في التوتر القائم بين الحقوق الثقافية والهوية من جهة وحقوق الإنسان الطبيعية الأخرى، ببيان مكمن التوتر ضمن الأنساق الثقافية بالمنطقة، بعد تمحيص النصوص ودراستها.

– المساهمة في إثراء الفكر والحوار في مجال التعدد الثقافي والتوتر بين الثقافي والإثنوغرافي وما له من وقع على إعمال حقوق الإنسان، وذلك بتوظيف الثقافة غير العالمة كعامل موحد يعلو على اللباس الإثنوغرافي.

– الاعتناء بالهويات الثقافية في إطار التعدد الثقافي والإثنوغرافي بتدوين تقاليدها وأعرافها.

– بيان مواطن التحكم، بعد استثمار التراث المجمع، في الثقافي وتلجيمه لفتح المجال إلى إعمال حقوق طبيعية أخرى، كالمساواة في توزيع الماء والكلأ والانتفاع بالأرض، بين الجنسين وبين السكان بقطع النظر عن انتمائهم الإثنوغرافي.

- الوقوف عند بعض التقاليد الزجرية التي تنتهك حقوق الإنسان بتدوينها في أفق إثراء الفكر والحوار فيها وإدراج أنشطة تحسيسية تقلل من وقعها على إعمال الحقوق الطبيعية الأخرى.

- تدوين الأعراف، المضمنة لجرعات من القيم الحقوقية بعد تثمينها والتعريف بها، أملا في استثمارها وتثمينها وتوظيفها في ضمان الولوج إلى بعض الحقوق الطبيعية.

- المساهمة في كتابة التاريخ الشفاهي بالجنوب الشرقي والعمل على الحفظ الإيجابي للذاكرة الجماعية.

وحصل الوقوف عند الشركاء الحقيقيين المبادرة الوطنيية للتنمية البشرية، والسلطات الإقليمية، والشركاء المحتملين في المآل، علما أن مشروع تدوين التراث الشفاهي لا يزال جاريا، من ذلك المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والجامعة.

وفتح هامش للنقاش حصل الوقوف فيه عند الممارسة المتحفية بالمنطقة والعلاقة بين التراث الشفاهي والكتابي.