أحمد بيضي – جديد أنفو

بعد سلسلة من النداءات حول مطالبهم العالقة، استطاع طلبة مدرسة علوم الإعلام بالرباط، المدرسة الوحيدة من نوعها بالمغرب، عقد جلسات حوارية مع أطر المؤسسة للنظر في الأوضاع التي آلت إليها أحوالهم، وأمام عدم الوصول إلى النتائج المرجوة قرر الطلبة الدخول في إضراب سلمي، منذ الخميس 26 مارس 2015، مصحوب بطرح ملفهم المتضمن للمطالب والمقترحات التي من شأنها تصحيح الوضع القائم بالمؤسسة، مع التمسك بإصرارهم على إيصال قضيتهم لأبعد مدى عبر مختلف الأشكال الحضارية السلمية، علما أن المندوب السامي للتخطيط كان قد أكد، قبل حوالي سنتين، أن المغرب في حاجة إلى خريجي مدرسة علوم الإعلام من أجل مواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالي علم المعلومات والثورة التكنولوجية.

معركة الإضراب لم تجد لدى إدارة المؤسسة أي تجاوب أو تفاعل، حسب مصادر طلابية، لينتقل الطلبة إلى أسلوب مقاطعة الدروس، على أمل أن تلقى مطالبهم صدى لدى الجهات المعنية، حيث لجأ مدير المؤسسة إلى الجلوس مع المحتجين على طاولة "اجتماع عابر" أنهاه بالهروب من المساءلة حول قضية "إطار مهندس" العالقة، ما جعل الطلبة لا يستبعدون أن يكون في الأمر غاية تبرر وسيلة لجعل المؤسسة مدرسة عليا بهدف جني الثمار على حساب مستقبل ما يناهز 300 طالب، في حين لم يفت هؤلاء الطلبة استنكار تصرفات المدير وتهديداته تجاههم، واتهامه لهم بالغش، وقد سبق له أن مارس نفس السلوكيات مع الأفواج السابقة، وتماطل في تسليم الدبلومات للفوج الأخير.

الطلبة المحتجون أفنوا، ما لا يقل عن السنتين، في مدارس الأقسام التحضيرية العلمية والاقتصادية، على أساس الظفر بمراتب متميزة تخول لهم ولوج مدارس عليا، من قبيل المدرسة المحمدية للمهندسين للفئات العلمية والمدارس الوطنية للتجارة والتسيير المنتشرة في ربوع المملكة للفئات الاقتصادية، غير أنهم لم يتوقعوا أن تتبخر أحلامهم باختيار المدرسة المذكورة التي لا توفر لطلبتها، على حد رأي غالبيتهم، أدنى متطلبات تكوين مهندس الغد، ولا حتى المسكن المشروط والدروس المتكاملة والمتابعة البيداغوجية والمهنية.

والأدهى أن إدراج مدرسة علوم الإعلام في قائمة المدارس العليا لتكوين المهندسين، هو موضوع حديث العهد، في ظل الإصلاح الجديد، وأن ديباجة هذه التعديلات وردت في المرسوم رقم 2.10.222 بإعادة تنظيم مدرسة علوم الإعلام، كما أن التحاقهم بجملة مؤسسات تكوين المهندسين كان قد ورد في العدد 6076 من الجريدة الرسمية، في حين أن الفوج الأول الذي راح ضحية "لاريفورم"، حسبما تتداوله الألسن، سيتخرج برسم السنة الجامعية 2015-2014، ويضم نخبة من الطلبة المتفوقين ممن يتخوفون من تحطم طموحاتهم أمام الاستهانة بكفاءاتهم في سوق الشغل بالمقارنة مع خريجي المدارس العليا الأخرى.

ومن سلسلة المطالب التي تحتاج إلى حلول مستعجلة، حسب مصدر من الطلبة، ضرورة العمل على فتح الداخلية لإيواء الطلبة الوافدين من المناطق البعيدة، والذين يعانون من الظروف الصعبة، علما أن بعض المصادر تتحدث عن غلاف مالي سبق تخصيصه، قبل أزيد من ثلاث سنوات، لمشروع إحداث هذا المرفق الداخلي الذي لم يعرف طريقه إلى الوجود، رغم ضغط الحاجة الماسة إليه، ويهم المشروع توسيع مرافق بالمؤسسة.

في حين يطالب الطلبة بعدم تكرار محتوى بعض المقررات خلال المسار الدراسي، مع التشديد على ضرورة تدبير أوقات الامتحانات الاستدراكية حتى لا يبعثر ويؤثر بشكل سلبي على النتائج المحصل عليها، كما لم يفت مصادرنا المطالبة بإعادة النظر في طريقة سير تصحيح الامتحانات، حيث يتم إدراج سلم التنقيط وعناصر الإجابة لفائدة الطلبة، فضلا عن المناداة بفتح مكتبة المدرسة إلى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا بقصد تمتيع الطلبة من حقهم في ولوج المرفق أو تخصيص فضاء موازي، كما يتساءل طلبة المدرسة حول سبب توقيف ورش العمل داخل المؤسسة وعدم فتح المرافق الجاهزة أمامهم.

في خضم قرار الطلبة بتوحيد صفوفهم لمواجهة ما يجري، علم بتقدمهم ب "طلب ترخيص" لدى الجهات المختصة لأجل خوض وقفة احتجاجية أمام المندوبية الوصية على المؤسسة، وهم بصدد فتح محضر حول الاختلالات التي حالت دون حصول طلبة مدرسة علوم الإعلام على "إطار مهندس الدولة" الذي على أساسه ولجوا المدرسة، ويطالبون، في هذا الصدد، من مختلف الهيئات الحقوقية والإعلامية مؤازرتهم في قضيتهم العادلة، مع مطالبة المدرسة المعنية بالعمل الجاد على تحسين صورتها التي لا أحد طبعا يقبل بخدشها، مع الإشارة إلى أن شكايات في الموضوع قد تم تعميمها على عدد من الإطارات والهيئات الحقوقية.