أحمد بيضي – خنيفرة / جديد أنفو

كما كان مقررا، نظمت "النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني" و"الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي" بخنيفرة، فعاليات الملتقى الإقليمي السابع للإعلام المدرسي والجامعي والمهني، الذي افتتح في حضور عدة عاملين في الحقل التربوي، وشركاء وفاعلين جمعويين، إلى جانب حضور مكثف للتلاميذ وعدد من آباء وأولياء التلاميذ، وقد اختير افتتاحه هذه السنة في ضيافة الثانوية التأهيلية أبو القاسم الزياني التي تقدمت لضيوفها بكلمة ترحيبية متميزة.

الملتقى الإقليمي الذي حمل شعار "الإعلام والمساعدة على التوجيه مسؤولية الجميع"، كان قد تم التمهيد له بلقاء صحفي جمع عدد من المنابر الإعلامية بالنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، هذا الأخير الذي جدد تأكيده على أهمية الملتقى في الارتقاء بمنظومة التربية والتكوين بشكل عام، وبمنظومة الاستشارة والمساعدة على التوجيه بشكل خاص، نظرا للوعي المتزايد بأهمية التوجيه التربوي، مع اعتبار العمل في هذا المجال عملا هاما لمساعدة التلاميذ على بناء مشاريعهم الشخصية ومسايرة عالمهم الذي يعيش الكثير من التطورات والتحديات المتسارعة.

وبينما شدد النائب الإقليمي على ضرورة تعبئة مختلف الفاعلين التربويين والإعلاميين وأطر التوجيه والتخطيط لغاية تحسيس الآباء والتلاميذ بأهمية التوجيه، لم يفت أطر التوجيه والتخطيط التقدم في ذات اللقاء بشروحات مستفيضة حول فعالية المساعدة على التوجيه، والاكراهات التي تعترض دورهم، ومن ذلك الخصاص الذي تشكو منه فئتهم، من حيث أن معدل 2800 تلميذ ما يزال في صدارة الانشغالات الصعبة، كما أكد ذات الأطر على الاستعدادات الجارية لتنظيم قافلة تجوب المؤسسات البعيدة عن المركز لغاية تعميم المعلومة بين التلاميذ الذين لم يحالفهم الحظ لزيارة الملتقى.

الملتقى افتتح بكلمة النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، في شخص رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية، الذي اعتبر الملتقى "حدثا تربويا لما يتيحه لتلاميذ وتلميذات السنة الثانية بكالوريا، ولأوليائهم من إمكانات التأطير والمساعدة عن قرب من طرف خبراء في مجال الإعلام والتوجيه"، فضلا عن كون المناسبة، يضيف ممثل النيابة، "فرصة للتحاور المباشر بين التلاميذ وممثلي المعاهد والمؤسسات العليا ومؤسسات التكوين المهني"، في حين أكدت كلمة "الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي" على أن التوجيه التربوي أضحى "شأنا مجتمعيا تتقاسم مسؤولياته جهات عدة، على رأسها الأسرة ثم المؤسسة المدرسية التي على عاتقها تقع مسؤولية المتعلمين"، تضيف الكلمة.

كما أوضحت كلمة الجمعية "أن أمر المؤسسة المدرسية لم يعد ينحصر في التأثير الايجابي في سلوكيات المتعلمين وإكسابهم معارف مختلفة فحسب، بل هي مطالبة بالأخذ بالأساليب الحديثة للتوجيه التربوي كأداة لمواكبة المتعلمين ومدهم بقدرات ومؤهلات تمكنهم من تدبير مشاريعهم الدراسية والتكوينية"، بينما دور الأسرة، حسب الجمعية، لا يقل عن دور المؤسسة المدرسية، إذ عليها "تقع مسؤولية المراقبة والتتبع والتحفيز، ونهج سلوك الاستشارة في تدبير شؤون الأبناء كلما تطلب الأمر ذلك"، قبل سعي كلمة الجمعية إلى وضع الحضور في أهداف أطر التوجيه والتخطيط التربوي وسعيهم إلى تمكين المتعلمين والمتعلمات من الانفتاح على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والجواب على الأسئلة المصيرية.

ولم يفت الحاضرين في حفل الافتتاح القيام بزيارة جماعية للأروقة المفتوحة من طرف مؤسسات ومعاهد متخصصة من القطاعين العام والخاص، إقليمية منها وجهوية ووطنية، وتعني خصوصا تلاميذ الباكالوريا الذين حضروا هذه الأروقة بكثافة للتعرف عن كثب على مؤسسات التعليم العالي والمعاهد والمدارس الوطنية والتخصصات والتكوين المهني من أجل تحديد "خارطة طريق" لما بعد البكالوريا، وملامسة "الآفاق الدراسية والجامعية والمهنية باتجاه تيسير عملية الاختيارات واتخاذ القرارات الملائمة"، حسب ما جاء في تصريحات لمنظمي الملتقى.

ونظرا للدور الهام الذي يلعبه التوجيه التربوي في الاختيار المناسب للمتعلم، وتطويرا لنظام الإعلام والمساعدة والاستشارة والتوجيه التربوي، سعى الملتقى السابع إلى مضاعفة الجهود في سبيل فتح ما يمكن من الآفاق أمام التلاميذ ومؤهلاتهم الدراسية ووضعهم أمام مختلف الفرص التي تتيحها لهم المؤسسات العارضة بالأروقة من شعب وقطاعات تلائم ميولاتهم ورغباتهم ومهاراتهم، وترشدهم نحو الإمكانات المتاحة لولوج سوق الشغل.