خلافات حول تعويض بقيمة 75 مليون و الهالك توصل قبل وفاته بمكالمتين ساخطتين من مولدة و طبيب
ضحى زين الدين
شككت أسرة مندوب وزارة الصحة بالنيابة بالرشيدية، لحسن بوخالفي، في طريقة وفاته مؤكدة أن المسؤول الذي تولى مهمة مندوب بالنيابة قبل حوالي ثلاثة أشهر، بعد التحاق المندوب الرسمي بكندا من اجل التكوين، عانى ضغوطات من نقابة و تلقى مكالمات هاتفية من مولدات و اطباء بمستشفى مولاي علي الشريف، بعضها تهديدية، كما عاش لحظات عصيبة بسبب إكراهات الاكتظاظ الذي تعيشه دار الولادة بالمؤسسة الاستشفائية نفسها، و تنصل نقابة من اتفاق حول طريقة توزيع تعويضات تصل إلى 75 مليون سنتيم على ممرضين.
و قالت زوجة الضحية/ ان المسؤول تلقى يوم الحادث على الساعة الواحدة والنصف صباحا (بعد منتصف الليل) مكالمة هاتفية من مولدة كالت له فيها السب و الشتم، و بعدها بحوالي ساعتين تلقى مكالمة هاتفية ساخطة من طبيب توليد، مضيفة أن الابحاث الامنية الجارية ستكشف اسماء المعنيين بالامر، كما ستكشف مضمون المكالمات المشحونة الأخرى التي ظل يستقبلها المسؤول طيلة يوم الاثنين الماضي.
و حسب الأرملة رشيدة بوخالفي التي زارتها موفدة جريدة الصباح لمدينة الرشيدية و كلميمة في بيتها بالرشيدية، فإن الراحل لم يحظ بساعات نوم كافية ليلة الاثنين الثلاثاء الماضيين، إذ بالاضافة الى الضغوطات التي مارستها عليه نقابة معينة، لم تذكر الأرملة اسمها، بخصوص تعويضات ممرضين تصل الى 75 مليون سنتيم، عاد ليعيش لحظات عصيبة ترتبت عن النقص الحاد في الموارد البشرية، و رفض بعض المولدات تغطية الخصاص محملات المندوب المسؤولية، إذ قالت الأرملة إنها سمعت الراحل يتوسل الى مولدة للعودة الى العمل، بعد وفود حالات جديدة لحوامل في وضعية صعبة من الأقاليم المجاورة، كما توسل الى أخرى رفضت المداومة بدعوى أنها تعيش مشاكل عائلية.
و في ما يتعلق بتعويضات الممرضين التي كانت موضوع لقاء ساخن عقده المندوب بالنيابة مع نقابات مهنية يوما قبل وفاته، فإن الاخير فوجئ بتنصل نقابة من مضمون اتفاق تم بموجبه توزيع 75 مليون سنتيم تعويضات على ممرضين، بمختلف المراكز الصحية للإقليم، إذ أفد ابن عم الراحل و صديقه الحميم، أن المندوب أخبره بانه يعيش مشاكل مع نقابة، مضيفا ان المسؤول عقد لقاءات مع نقابات بخصوص طريقة و لائحة المستفيدين من التعويضات، و بعد أن استكملوا كل الاجراءات اللازمة، أجرى المندوب اتصالات هاتفية بالمستفيدين و طلب منهم إيفاد ممثلين عنهم بالرشيدية لتسلم مستحقاتهم، الا انه بعد أن اكمل عملية توزيع المبلغ على المستحقين، عادت نقابة لتخبره أنها غير متفقة على لائحة المستفيدين و انها ستلجأ الى القضاء.
و قال ابن عم الضحية، ان العناصر الأمنية التي تحقق في طريقة وفاة المندوب الذي عثر عليه في بيته الوظيفي مشنوقا، لم تستمع بعد الى أفراد اسرته، و ان العائلة لم تتوصل بعد بنتائج التشريح، خاصة انها تشكك في طريقة وفاته نتيجة معرفتها الجيدة بقدرته الهائلة على تحمل أي ضغط مهما كان حجمه، و ارادته الشديدة في خدمة المنطقة التي يتحدر منها.
و اجمعت شهادات مجموعة من الفعاليات الحقوقية و السياسية بالمنطقة على ان الرجل كان يعمل لساعات طويلة ليل نهار، لخدمة نساء دار التوليد على وجه الخصوص، و أنه تولى ثلاث مهمات دفعة واحدة، و كان يوزع اوقاته بين ثلاث مكاتب.
و عاش مستشفى مولاي علي الشريف دجنبر الماضي و يناير الجاري أقصى درجات اكتظاظه، إذ استقبل في أسبوع واحد من دجنبر الماضي 114 حاملا، رغم أن طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 40 سريرا.
المصدر: الصباح