أحمد بـيضي – خنيفرة / جديد أنفو
تفاعلا مع الاهتمام المتزايد بواقع التمدرس في العالم القروي، احتضنت دار القرب بخنيفرة يوما دراسيا نظمته جمعية واد سرو بخنيفرة بتنسيق مع لجنة دعم تمدرس الفتيات القرويات، وتمحور أساسا حول واقع بنيات الإيواء كحل لمحاربة الهدر المدرسي للفتيات في العالم القروي، وحضره، إلى جانب ممثلين عن لجنة دعم تمدرس الفتيات القرويات، مسؤولون من جمعية واد سرو والجمعية الاجتماعية للتنمية بتغسالين، ومن مصالح قطاعي التعليم والتعاون الوطني، وعدد من الفاعلين والشركاء، والإطارات ذات الاهتمام المشترك، علاوة على فتيات يستفدن من عملية الدعم والإيواء، حيث روين فضل الإيواء على إنقاذهن من شبح الضياع والجهل.
ولعل اليوم الدراسي يأتي للإجابة عن سؤال رفعته ورشات عمل فات لجمعية واد سرو والجمعية الاجتماعية للتنمية بتغسالين، خلال دجنبر 2006، حول: "أية إستراتيجية لضمان استمرارية وجودة التمدرس في الوسط القروي"، وقبله اللقاء الذي نظمته ذات الجمعية تحت شعار "تمدرس الفتاة رهان الحاضر والمستقبل"، وخلال اليوم الدراسي الأخير تم وضع العديد من النقاط على الحروف من خلال التدخلات والمقترحات والمعطيات التي عرفتها أشغاله، وافتتحها رئيس جمعية واد سرو، محمد شرفي، بتركيزه على المقاربة الناجعة التي ينبغي تبنيها بغاية إيجاد ما يمكن من الحلول للحد من نزيف الهدر المدرسي بين فتيات العالم القروي.
مسؤولة "لجنة دعم تمدرس الفتيات القرويات"، إلهام الكريش، لم يفتها التقدم بكلمة حول تاريخ تأسيس اللجنة عام 1998، وأدوارها وأهدافها ومنجزاتها، ومساعيها القائمة إلى الارتقاء بتربية وتأهيل الفتيات القرويات ودعم قدرات الجمعيات المحلية الشريكة، التي بلغ عددها إلى 23 جمعية، وانطلاقا بالتالي من مشروع "منحة من أجل النجاح"، تكمن مهمة اللجنة في الحد من الهدر المدرسي بالوسط القروي، وتمكين الفتيات القرويات من متابعة دراستهن والتكفل بهن في مراكز استقبال تسهر على تدبيرها وتسييرها جمعيات محلية، ولم يفت مسؤولة اللجنة التشديد على أنه آن الأوان لخلق انتقائيين بغاية تطوير قواعد الشراكة من أجل الخروج بتصورات متكاملة.
رئيس الجمعية الاجتماعية للتنمية بتغسالين، موحى عريفي، تناول من جهته تاريخ وأهداف جمعيته وشركائها، وأعمالها وأنشطتها المسجلة على ميدان الواقع في مجال التمدرس بالعالم القروي، وعمل مركز الإيواء الذي تعمل جمعيته على تسييره وطرق اشتغاله، إلى جانب تطرقه لما تقوم به جمعيته لفائدة الفتيات القرويات، في حين لم تفته الإشارة إلى الدروس المستخلصة من التجارب والاكراهات المادية والمعنوية في غياب المنح، مقابل تعبيره عن افتخار جمعيته بما حققته من نتائج، ومن إنجاب لفتيات/ تلميذات هن اليوم بمناصب مشرفة في الوقت الذي كان بعضهن مهددات بالضياع.
أما ممثل النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، علي مريرود، فتناول بالأرقام ظاهرة الانقطاع عن الدراسة، ما بين بداية الموسم الدراسي وشهر مارس المنصرم فقط، بتأكيده على أن 1585 تلميذة وتلميذ غادروا مقاعد الدراسة على مستوى السلك الإعدادي (منهم 801 إناث)، في حين بلغ عدد المغادرين بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي 680 تلميذة وتلميذ (منهم 357 إناث)، دون أن يفوت ممثل النيابة استعراض أسباب الظاهرة وفق ما سجلته نيابته، وتعود لحالات مختلفة، إما للبعد عن المؤسسة أو عدم التوفر على أماكن للإيواء، وأخرى مثل الاحتياج والفقر والزواج والتعثر الدراسي والتفكك الأسري، أو الالتحاق بالجندية والقوات المساعدة أو بالتكوين المهني، وغيرها من الدواعي والظروف، بينما أشار المتدخل إلى مجموع عدد التلاميذ المسجلين بالإعدادي (20648 منهم 9219 إناث)، وبالنسبة للثانوي التأهيلي بلغ عددهم إلى 11009 منهم 5003 إناث.
وخلال ذات اليوم الدراسي، قام مسؤول من لجنة دعم تمدرس الفتيات القرويات، كريم بريبري، بتقديم مجموعة من الشروحات والتوضيحات الهامة، عن طريق استعمال الشاشة الضوئية، تطرق من خلالها إلى معيقات تمدرس الفتاة بالعالم القروي، الاقتصادية منها والاجتماعية والبنيوية والسوسيوثقافية والمنهجية واللغوية، إلى جانب تناوله ما يتعلق بالسياسة التعليمية في أبعادها الوطنية، الجهوية والوطنية، والخطوات الواجب نهجها، ومن هم المعنيون بالتدخل فيها.
الحاضرون كانت لهم آراؤهم أيضا، ورغم اختلاف قراءتهم لموضوع اليوم الدراسي، فقد أغنوا هذا اليوم بمجموعة من التساؤلات والتصورات والمقترحات، منها "استحالة إيجاد الحلول إلا بعد استجماع ما يمكن من الآراء والأفكار بعيدا عن تحميل الوزارة الوصية المسؤولية كاملة"، و"مدى قيمة الاستثمار في الإنسان" والعمل على عدم اقتصار المنح على الشركاء دون جعلها إجبارية ضمن الميثاق الجماعي والميثاق الوطني للتربية والتكوين"، في حين شددت تدخلات أخرى على ضرورة الرفع من نسبة المنح الموجهة لمراكز إيواء الفتيات.
وبينما لم يفت مسؤول بجمعية تنموية تحميل مسؤولية الهدر المدرسي ل "بعض الآباء والأمهات، ولسياسة الأقسام المشتركة وانعدام وجود مختصين في الدعم التربوي والنفسي"، لم يدع أحد العاملين بنيابة التعليم الفرصة تفوته دون الإشارة إلى تحفيزات قطاع التعليم، ذكر منها مبادرة مليون محفظة، وبرنامج تيسير والنقل /الإطعام المدرسي.
إلى ذلك، خلص اليوم الدراسي إلى توصية فريدة تدعو إلى وضع ألية إقليمية للتنسيق بين مختلف المتدخلين، على أن تجتمع قبل العاشر من ماي على أبعد تقدير.
