أحمد بـيضي – خنيفرة / جديد أنفو
   
تشاء الصدف اللعينة مجددا، ومنذ عام 1993، أن يتزامن عيد ميلاد الأمن الوطني بخنيفرة مع نفس اليوم الذي توفي فيه شهيد المعطلين، مصطفى حمزاوي، بمخفر للشرطة بذات المدينة، حيث نزل المعطلون من عدة مدن مغربية إلى قلب مدينة مريرت بإقليم خنيفرة لتخليد الذكرى 22 لشهيدهم وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث عاشت هذه المدينة، بعد زوال يوم الأحد 16 ماي 2015، على إيقاع حالة تأهب قصوى وسط مختلف السلطات المحلية والأمنية، حيث اختار المعطلون التجمع تحت شعار "الحقيقة كل الحقيقة في اغتيال الشهيد مصطفى حمزاوي ومحاكمة الجناة"، وقد حملوا في هذه التظاهرة لافتات ويافطات، كما أبدعوا نعشا رمزيا لمصطفى حمزاوي احتضنوه بمحطتهم وحملوه على أكتافهم في مسيرتهم التي ختموا بها مهرجانهم الخطابي.

المتظاهرون رددوا سلسلة من الشعارات والهتافات المنددة بالسياسة الممنهجة في مجال التشغيل، وبالانتهاكات الجسيمة التي أودت بحياة مصطفى حمزاوي ومعطلين غيره، وبينما تليت بيانات تضامنية بعثت بها هيئات نقابية عمالية فرنسية وإسبانية، افتتحت التظاهرة بمهرجان خطابي حضرته هيئات سياسية ونقابية وشبيبية وحقوقية وطلابية، شاركت بكلمات تناولت في مجملها أوضاع حقوق الإنسان، وسياسات التفقير والإقصاء الاجتماعي ومظاهر الرشوة والفساد والخيارات اللاشعبية واللاديمقراطية، وكذلك الأساليب القمعية والاعتقالات السياسية والتدخلات العنيفة في المظاهرات السلمية، زائد المحاكمات الصورية و"العسكرة" المسلطة على رقاب المعطلين وجمعيتهم.

بينما شدد عدد من المتدخلين على ضرورة فتح حوارات جادة مع فروع الجمعية الوطنية، وعلى محاسبة ومعاقبة المتورطين في قضية وفاة مصطفى حمزاوي، والإعلان عن مكان قبره الذي ما يزال مجهولا منذ ما قبل 22 سنة رغم رفع البلاد لعدة مبادرات من قبيل الإنصاف والمصالحة والدستور الجديد والجهود الرامية إلى تجريم التعذيب، ليتوج المهرجان الخطابي بمسيرة شعبية، جابت عدة شوارع رئيسية بالمدينة، وانتهت بكلمة ختامية هزت حماس الحاضرين.

ومن جهة أخرى أكد مسؤول بالمكتب التنفيذي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب  ل"الاتحاد الاشتراكي" أن "محطة مريرت" كانت قد تقررت، خلال منتصف مارس المنصرم، خلال اجتماع المجلس الوطني للجمعية،  مشيرا إلى تزامن ذكرى مصطفى حمزاوي مع اليوم العالمي للنضال ضد البطالة والٌإقصاء الاجتماعي.

وتزامنا مع تظاهرة "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب"، أبى "اتحاد حملة الشهادات المعطلين" بخنيفرة المدينة إلا تخليد ذكرى مصطفى حمزاوي، في ذات اليوم، تحت شعار "جميعا من أجل الدفاع عن المطالب الشعبية حتى تحقيق الحرية، الكرامة والعدالة الاجتماعية"، وذلك في محطة نضالية متميزة بساحة 20 غشت توجت بمسيرة سلمية حضارية، ردد خلال المشاركون سلسلة من الشعارات والهتافات القوية، وتخللتها عدة كلمات لإطارات حقوقية ومجتمعية.

المشاركون حملوا بدورهم نعشا رمزيا لمصطفى حمزاوي في سبيل تأكيد وفائهم المستمر لروح شهيدهم، وساروا بهذا النعش باتجاه المقر المركزي للأمن الوطني غير أنهم لم يتمكنوا من المرور بسبب الحصار الأمني المكثف الذي أغلق الطريق في وجههم، وأمامها وضعوا نعشهم الرمزي بالساحة المحاصرة، في خطوة حاملة لأكثر من إشارة ودلالة كانت كافية لإحراج القوات العمومية.



وكان "اتحاد حملة الشهادات المعطلين" بخنيفرة قد دعا لهذه المحطة عبر بيان دعا فيه إلى "الاعتراف الرسمي بجرائم الماضي في حق الشهداء، والاعتذار للشعب المغربي ورد الاعتبار ومحاسبة الجلادين"، و"الدفاع عن المطالب الشعبية العادلة ومكافحة البطالة والرشوة وتردي الخدمات العمومية"، كما شدد على بناء "مغرب يسع لجميع أبنائه وأطيافه، ويسوده الاستقرار والازدهار ضمن نسق يجسد العدالة في تقاسم السلطة والثروة"، يضيف البيان.