أحمد بيضي – خنيفرة / جديد أنفو

تحضيرا للمباراة الحاسمة التي ستجمع شباب أطلس خنيفرة والرجاء البيضاوي، يوم السبت 23 ماي 2015، برسم الجولة الأخيرة من البطولة الاحترافية، عقدت المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بخنيفرة لقاءا تواصليا، حضرته جمعيات رياضية و"الترات" المشجعين، ومنابر إعلامية، وذلك من أجل تدارس الشق المتعلق بمظاهر الشغب وسبل الوقاية منها، واستعراض المقترحات والمساطر القانونية، وكم كانت مفاجأة الحاضرين كبيرة أمام غياب المكتب المسير عن حضور اللقاء رغم دعوته من طرف رئيس الخلية الرياضية التابعة للأمن.

ولعل حرارة الاستنفار الأمني ارتفعت أكثر على اعتبار الجولة الأخيرة حاسمة على مستوى الفريق الذي سيرافق اتحاد الخميسات للقسم الثاني، حيث لم يبق في "غربال" النزول سوى فريقي الريف الحسيمي وشباب خنيفرة، لتوفر الفريقين على نفس الترتيب، إضافة إلى اعتقاد الشارع الرياضي بخنيفرة أن الجامعة تسعى إلى "إسقاط الفريق المحلي"، وقرار اللجنة التأديبية القاضي بحرمان الفريق من جمهوره لمباراة واحدة، ثم قرار توقيف مساعد المدرب، محمد بوطهير، لمباريتين بناء على اتهامه بارتكاب "سلوكات مخلة"، زائد موضوع التحكيم الذي رافق مباراة الفريق أمام إتحاد الخميسات، والذي اعتبره المكتب المسير، في رسالته للجامعة الملكية، "استهدافا تحكيميا" وجب التحقيق فيه .

اللقاء التواصلي الذي نظم بالمقر المركزي للأمن، صباح الأربعاء 20 ماي 2015، وحضره رئيس المنطقة اﻹقليمية ورئيس الخلية الرياضية ورئيس الهيئة الحضرية ورئيس قسم المرور ورئيس قسم الاستعلامات، ثم عميد الأمن المركزي الذي ذكر من خلال كلمته بالسياق الذي يأتي فيه اللقاء لغاية تحسيس الجمعيات الكروية باعتبارها شريكا أساسيا في تأطير الجماهير الرياضية، خصوصا أمام مقابلة الفريق المحلي بالفريق الأخضر البيضاوي، والتي اعتبرها العميد ذات خصوصيات واستثناءات، ولم يفته التركيز على القانون 09/09 المتعلق بالإجراءات الوقائية المتعلقة بشغب الملاعب، مطالبا من الجميع المساهمة في ضمان مرور المقابلة في أحسن الظروف، حيث ستكون أنظار المتتبعين موجهة لمدينة خنيفرة.

ومن جهة أخرى، شدد عميد الأمن المركزي على احترام القانون المتعلق بحظر ولوج القاصرين للملعب، حماية لهم من أي مكروه في حال وقوع انفلات محتمل، كما لم يفته التلويح بالتدخل في حال ضبط أية عملية ترويج أو استعمال الشهب الاصطناعية وسط جماهير الملعب، تفاديا لتكرار ما حدث من وقائع بعدة مدن مغربية ليس آخرها خريبكة، كما عبر المسؤول الأمني عن رأيه في بعض الشعارات التي يتم رفعها ولا علاقة لها بالقيم والفضاءات الرياضية.

وبينما عبر عن إصراره على نهج إجراءات التفتيش بصورة دقيقة عند مداخل الملعب على أساس أن البعض يحاول تمرير أشياء ممنوعة بكل الوسائل، ذكر العميد، في هذا الإطار، بالقرار الصادر مؤخرا عن اللجنة التأديبية والقاضي بإجراء مباراة واحدة دون جمهور بالنسبة لشباب أطلس خنيفرة، على إثر إقدام البعض من الجمهور، يوم الأحد 3 ماي 2015، على الرشق بالحجارة، خلال مباراة الفريق الزياني ونهضة بركان، دون أن يفوت المسؤول الأمني الإشارة إلى إحداث صنابير للمياه داخل الملعب من باب تفادي إدخال قنينات الماء.

وفي سياق متصل، التمس العميد الأمني من مشجعي الفريق المساهمة في تجنب العبارات المخلة بالحياء والحشمة على المدرجات، سيما في وجود كاميرات تلفزية تنقل أطوار المباريات إلى الملايين من المشاهدين، بمن فيهم العائلات المجتمعة تحت السقف الواحد، في حين ركز على ضرورة احترام الطاقة الاستيعابية للملعب البلدي على مستوى عدد الجمهور.

وبدوره، قطع رئيس المنطقة الأمنية أشغاله لحضور اللقاء التواصلي، موضحا من جهته ثقل المواجهة الكروية المقبلة التي تفرض إجراءً أمنياً خاصا يحمي النظام العام من أي اختلالات قد تقع، ومستعرضا حدود التدخلات الأمنية على مستوى الولوج والتفتيش والضبط، في حين دعا إلى المساهمة الجماعية في تأمين المباراة التي ستجمع الفريق الزياني بالفريق البيضاوي، والحرص المبدئي على احترام القوانين والمواثيق، وفي ذات الوقت ذكر بالاستعدادات الجارية لاستقبال جمهور الفريق الزائر، في تلميح واضح لإنزال أمني مكثف تحسبا لأي طارئ قد يقع من قبل الجماهير المشجعة للفريقين.

تدخلات الحاضرين في اللقاء، توزعت بدورها على عدة قضايا وملاحظات ومقترحات، إلى جانب انتقادات لطريقة التدبير الأمني لأجواء المباريات، وبينما عبر أحد المتدخلين عن أمله في إقناع مشجعين معينين بعدم حضور المباراة المقبلة لحماسهم الزائد، دعا آخر إلى ضرورة التنسيق بين مصالح الأمن واللجنة المنظمة بغاية تحديد الأدوار والاختصاصات، إلى جانب تقدم أحد المتدخلين بمقترح إمكانية توزع أعضاء المكتب المسير على مداخل الملعب.

وبينما لم يفت بعض المتدخلين التعبير عن أسفهم إزاء ما يتعرض له المشجعون من إهانات أمنية بمداخل الملعب، جراء غياب التواصل بينهم وبين عناصر الأمن المكلفة بمهام تنظيم الدخول، سيما منها العناصر المستقدمة من خارج الإقليم التي يقع الاصطدام بها في كل مرة، تطرق آخرون إلى "وجود رجاويين غير بيضاويين" من المتوقع حضورهم للمقابلة، وقد أجمع ممثلو جمعيات و"الترات" مشجعي الفريق الخنيفري على التحلي بالسلوك الحضاري المضياف، وعلى الترحاب اللائق بفريق الرجاء البيضاوي وجمهوره في العرس الرياضي المنتظر.