حفيظ الصادق
هم مشاهير مغاربة، استطاعوا أن يغيروا مسار حياتهم ويحققوا أحلام الطفولة، بالرغم من الظروف الصعبة التي عاشوها. منهم من كان يبيع في الأسواق، ومنهم من كان متشردا في الشارع، إلا أنهم سلكوا طرقا مختلفة قادتهم في النهاية نحو الشهرة. جريدة "الأخبار" أعدت ملفا حول هذا الموضوع في عددها لنهاية الأسبوع.
- ديدان: من بائع للتوابل إلى فنان مشهور
نشأ الممثل المغربي عبد الله ديدان في حي شعبي يدعى "راس الشجرة" بمدينة سلا، وعاش طفولة صعبة بعد طلاق والديه. قضى ديدان فترة طويلة في الشارع حيث كان ينام في عدة أماكن، من بينها المقابر، كما أدمن على المخدرات في سن جد مبكرة.
اضطر ديدان من أجل تأمين حاجياته الخاصة، إلى ممارسة عدة مهن، من بينها بيع التوابل بالتقسيط في السوق والنجارة.
وبموازاة مع ذلك، ظل عبد الله متشبثا بحلمه، إذ كان يقضي بعض الوقت في دار الشباب إلى أن شاءت الأقدار أن يلتقي بالفنان المسرحي أنور الجندي الذي انتشله من الضياع، بعدما آمن بموهبته وأشركه في العديد من المسرحيات، من بينها "كلها يلغي بلغاه" و"سعدي براجلي" و "الدبلوم والدربوكة"، والتي كانت بوابته نحو الشهرة، فضلا عن أن المخرج عبد المجيد فنيش ألحق ديدان بفرقته المسرحية وأشركه في مهرجان المسرح العربي بالرباط، سنة 1986 مقابل أجر لا يتعدى 200 درهم.
بعدما عانق الفنان عبد الله ديدان الشهرة، اشتغل والده بالفرقة المسرحية التي يرأسها الفنان المسرحي عبد الله الجندي، وكان مكلفا بالإنارة على خشبة المسرح.
- فركوس: عمل حمالا بسوق الجملة للخضر بمراكش
نشأ عبد الله التيكونيا، الشهير بـ"فركوس"، في أحد الأحياء العتيقة بعاصمة النخيل، حيث بدأ من الصفر وغير حياته ليصبح من بين أشهر الفنانين بالمغرب.
يحكي فركوس في حديثه مع "الأخبار"، أنه عاش طفولة عادية مثل سائر الأطفال خالية من المشاكل، لكنه عندما بلغ من العمر 18 سنة اضطر إلى للعمل حمالا في سوق الجملة للخضر والفواكه بمراكش، والذي كان يقصده مطلع كل فجر لتدبير رزقه من خلال عمله مياوما في شحن وإفراغ الشاحنات.
ويضيف فركوس قائلا: "كنت أعمل من أجل الحصول على لقمة العيش وإعالة أسرتي، والآن عندما أرى الطلبة يعملون في العطل الصيفية أشجعهم على ذلك لأنهم يذكرونني بشبابي". قبل أن يؤكد أن سر النجاح في المسار المهني هو الاجتهاد والإصرار على تحويل الحلم إلى حقيقة.
وبالموازاة مع العمل، كان فركوس يعشق المسرح، إذ كان يتدرب مع فرقة الوفاء المراكشية، وشارك في العديد من المسرحيات ليشق طريقه نحو عالم الشهرة.
- حجي: جمعت المال من أجل ضمان مستقبل أبنائي
ولد مصطفى حجي الدولي المغربي السابق في بلدة إفران الأطلس، التابعة لتراب عمالة كلميم جنوب المغرب، حيث عاش ظروفا صعبة، قبل أن يهاجر إلى فرنسا رفقة أسرته في سن جد مبكر، حيث تعلم فن كرة القدم بمراكز التكوين مع الفئات العمرية لفريق نانسي وبات أساسيا في صفوف الفريق الأول.
وكشف مصطفى حجي، خلال استضافته ببرنامج "رشيد شو" على القناة الثانية، أنه بعد مسيرة طويلة من اللعب، جمع بعض المال من أجل إنجاز مشاريعه الخاصة، سيما وأنه يقدر قيمة الدرهم لأنه يتحدر من أسرة فقيرة، وعاش ظروف صعبة خلال مرحلة الطفولة.
- الداودية: طردها والدها من المنزل بعد تشبثها بالغناء
ولدت الداودية أو هند حنوني، بحي سيدي عثمان بالدار البيضاء، إلا أنها لم تمكث به طويلا، إذ وجدت نفسها بالشارع بعدما طردها والدها المحافظ من المنزل في سن المراهقة، وذلك بعدما أعلنت عن تمردها ورغبتها الجامحة في ولوج عالم الغناء.
عاشت الداودية طفولة صعبة عند خروجها من المنزل، إذ قضت ثلاث سنوات كاملة بعيدة عن حضن الأسرة.
فبسبب رفض أسرتها للغناء غيرت هند اسمها إلى "الشابة زينة"، وأخذت تؤدي أغنيات من فن الراي، لكنها لم تلق الشهرة التي كانت تطمح إليها رغم نجاح أغانيها، لتغير الوجهة نحو الفن الشعبي المغربي، إذ تعلمت العزف ببراعة على آلة الكمان، لتصبح من أشهر مغنيات الشعبي بالمغرب، وذلك بفضل المغني الشعبي سعيد الصنهاجي الذي مد لها يد المساعدة.
- الستاتي: كنت أبيع التحف القديمة في "جوطية درب غلف"
يتحدر عبد العزيز العرباوي، المعروف بـ"الستاتي" من منطقة العونات بالجديدة. غادر الدراسة في سن مبكرة وعمل في الحقل مع والده، قبل أن يقرر التوجه نحو مدينة الدار البيضاء، والاعتماد على نفسه.
يحكي الستاتي في حديثه مع "الأخبار"، أنه خرج في سن مبكرة من المنزل تجاه الدار البيضاء، حيث كان يعمل في البيع والشراء، خاصة بـ"جوطية درب غلف"، ويضيف الستاتي قائلا: "اعتمدت على نفسي بفضل والدي الذي علمني معنى الصبر والثقة بالنفس، فلم أكن أتوقع الوصول إلى الشهرة، أو جمع المال، لأن هدفي منذ البداية كان هو الغناء واقتناء آلة الكمان للعزف عليها".
- إيكو: بعت "التحميرة" في ساحة جامع الفنا
ترعرع الكوميدي عبد الرحمان أوعابد الملقب بـ"إيكو"، وسط حي شعبي بمدينة مراكش، ورغم تفوقه، خلال مساره الدراسي، فإنه اضطر إلى مغادرة مقاعد الدراسة عندما كان يدرس بالسلك الثالث إعدادي، بسبب ظروفه الاجتماعية خاصة بعد وفاة والده.
وكشف "إيكو" في حوار إذاعي، أنه اشتغل في العديد من المهن من أجل إعالة أسرته، من قبيل بيع الفلفل الأحمر "تحميرة"، لدى محل للبقالة بساحة جامع الفنا، فضلا عن امتهانه الجبس والصباغة.
وأقر "إيكو" أنه عمل مع فرقة الدقة المراكشية، التي تنشط في الأعراس، وعمل مساعدا في فرقة موسيقية قبل أن يخوض تجربة التنشيط الإذاعي بمدينة مراكش.
المصدر: le360