زايد جرو - تنغير / جديد انفو
كل السلاطين وكل القياصرة وكل الأمراء، وكل بائعي الجواهر والحرير، لا ينحون طواعية إلا عندما يُجبرون ،وهم لا يرغبون بالقطع أن يكونوا من عامة الناس ولا من المركوب عليهم أو المغضوب عليهم ، إلا عند الضرورة القاهرة، لكنهم طيعون مستسلمون ،ضعفاء ،خانعون، جبناء، أمام سلطة شخصين بسيطين هما الطبيب والحلاق.
الحلاقون يلوون أعناق الخلفاء ذات اليمين وذات اليسار ،والأطباء يجولون بمقصهم بين الأحشاء ،منهم من يتقن الحلاقة بالماء أو بدونه ومنهم من " يدزك "و"ينتفك نتفا "وتنتظر بامتعاض شديد أن ينمو شعرك من جديد ... ومن الأطباء من ينسى الضمادات بين الضلوع وتنتظر الشفاء الذي لن يزورك ، ولو على جناح طيف ،وخاطرك بالفراش منكسر وبأعماقك لوعة حائر ،فتتوق للصدر الحنون ....وتبقى الحلاقة بالجنوب الشرقي طبيعية " بيو " وبالمجان بمدخل القصور والقصبات العتيقة في الضحى أو قبل غروب شمس الأصيل بقليل، ومن حظ النساء أنهن سلمن من عذاب وألم الحلاقة في العراء.