بشرى السعيدي - أزيلال / جديد أنفو
انشرحت صدور ساكنة تيفيرت نايت حمزة في السنوات الماضية، و هم يشاهدون أعمال بناء مستوصف بقريتهم الصغيرة،و ازداد هذا الانشراح ليبهج القلب عندما عاينوا مراسيم تدشينه من لدن عامل إقليم أزيلال، طبعا من حقهم الفرح كساكنة، لأن هذا المستوصف قريب منهم سيغنيهم مشقة التنقل إلى المستشفى الإقليمي البعيد عنهم. فرحت الساكنة كثيراً عند افتتاح المستوصف لأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه سوى المرضى حسب الأمثال المتداولة لكن الفرحة لم تدم طويلا حيث تبخرت الفرحة و الأمل بعد أن تم غلق أبواب المستوصف مباشرة بعد مغادرة العامل و الوفد المرافق له عين المكان، مستوصف صُرفت عليه أموال طائلة ليبنى و يقفل بقفل عشرة دراهم و يصبح مرتعا للفئران وجدرانه أطلال يقف عندها كل مواطن متحسر على سوء التسيير و سوء الحكامة.
انتفضت الساكنة لهذا الوضع مطالبين بفتح أبواب المستوصف من جديد و الاهتمام بصحة الساكنة مادامت أصواتهم هي التي بوأت المسؤولين المكانة ،و بعد أسابيع من النضال و التنديد بالواقع المزري الذي يتخبط فيه مواطنو تيفيرت نايت حمزة،تم إرسال ممرضة بلباسها الأبيض ،بياض اعتبرناه صفاء و رمزا للسلام و تحقيق العدل،لكن سرعان ما صُدم الجميع من سوء حال المستوصف ،بناية بدون أدنى التجهيزات،غياب تام للأدوية، بالإضافة لغياب دوام إجباري و منظم، فدوام العمل غريب إذ لا يُفتح بابه سوى في يوم السوق الأسبوعي كأن المرض لا يأتيهم سوى مرة واحدة في الأسبوع، والممرضة سئمت من هذا الوضع إذ أصبحت حارسة لجدران مستوصف يحمل اسمه باللافتة و العلم المغربي فقط !!
لذلك نطالب بإرسال لجنة من وزارة الصحة لكشف التجاوزات الحاصلة في مستوصف المنطقة، حتى تعود لأداء دورها في تقديم الخدمات الطبية للمواطن القروي ،فالأمراض لا تستأذن قبل التسلل لأجساد المرضى،ليس لها وقت معين و لا دوام محدد، ألهذا أوجدت المستعجلات و الدوام المستمر في المستوصفات .فالمستوصف الذي شُيد و دُشن و عولت عليه ساكنة القرية لتخفيف معاناتهم لازال لحد كتابة هذه السطور مستوصفا بلافتة انمحت حروفها ،و علم مغربي فقط .فلماذا بني هذا المستوصف أصلا مادام لا يفتح بابه في وجه المرضى؟صدأ تسلل لمرافق مستوصف مقفل ،فكيف لا يتسلل المرض و الموت لأجساد الساكنة؟ فلتنتظروا يا ساكنة تيفيرت نايت حمزة و إنا معكم منتظرون.