أحمد بيضي – جديد أنفو

أطلق مهاجرون مغاربة مقيمون بأمريكا الشمالية إعلانا عن وقفة احتجاجية تقرر خوضها، يوم السبت المقبل 8 غشت 2015، ضد الخطوط الجوية الملكية المغربية (لارام)، تعبيرا عن حجم استيائهم إزاء ما يعانونه من طرف هذه الخطوط، حيث لم يفتهم القيام بعدة اتصالات وتنبيهات لغاية إسماع صوتهم للجهات المعنية دون جدوى، قبل لجوئهم إلى الصحافة المغربية، من خلال رسالة توصلنا بها من طرف إحدى النشيطات بالبلد الأمريكي المذكور، هذه التي طالبت برفع صوتهم للمسؤولين، ما دامت الصحافة بأمريكا الشمالية، حسب ذات الناشطة، تخدم فقط السفارة والخطوط الملكية المغربية.

وموازاة مع الدعوة للاحتجاج، فتح مهاجرون مغاربة بأمريكا الشمالية عريضة الكترونية تدعو لمقاطعة الخطوط الجوية المغربية المذكورة، جراء ما تسببه، حسب قولهم، من متاعب للمسافرين، وتقصير في المسؤولية، وعدم احترام للزبون وإثقال كاهله بأسعار خيالية، ولم يفت أصحاب الإعلان دعوة جميع أفراد الجالية المغربية بالولايات الأمريكية وكندا إلى تعميم العريضة حتى تعم حملة المقاطعة.

وصلة بالموضوع، أشار المحتجون بقلق واضح إلى غلاء تذكرة السفر على متن الخطوط الجوية الملكية المغربية، علاوة على التأخر الذي يتسبب في إجبار المسافرين على قضاء يومين إلى ثلاثة أيام بفضاء المطار في ظروف غير مسؤولة ولا مقبولة، وقد شرحت لنا إحدى المغربيات معاناة المغاربة هناك مع "لارام"، وكيف يتخبطون في صعوبة توفير ثمن تذكرة السفر على متن الخطوط المذكورة، والتمكن من السفر، كل ثلاث أو أربع سنوات، إلى أرض الوطن، وإما اللجوء إلى خيار التناوب بين أفراد العائلة الواحدة، في حين لم يفت المواطنة المغربية استعراض ظروف الغربة والمعاناة مع غلاء التذاكر، والتطلع اليومي للوقوف وقفة موحدة في وجه شركة الخطوط المشار إليها.

كتبت المواطنة المغربية، في رسالتها "إننا المغتربون المنسيون الذين ضاقت بهم السبل، منهم من خطط ومنهم من لم يجد فرصة للتخطيط لحياته المستقبلية، رحلوا إلى ما وراء البحار بغاية العيش والحياة، سواء على المستوى المهني أو الاجتماعي أو الدراسي، نحن المغتربون الذين لا صوت لهم، الذين ضاع منهم الزمان والمكان، لا نعاني قسوة الجوع و لكن نعاني قسوة الحنين إلى الوطن، إلى العائلة"، ومع كامل الأسف، تضيف المغربية، "لا نملك حق الحلم في زيارتهم و لو لمرة واحدة في السنة لماذا؟ لأن وطننا لا يفكر فينا على الرغم من أننا لا نكف ولو للحظة في التفكير به، هناك جذورنا، و هنا جفت أوراقنا، بسبب انقطاع غيث الوطن الذي حرمنا التواصل مع أحبائنا بسبب غلاء تذاكر السفر، كل سنة و في نفس التوقيت، تبدأ رحلة المعاناة"، تقول ذات المواطنة.

كما كتبت تقول: "تجد الكل يدور حول نفسه لإيجاد حل، حيث الحنين قد بلغ مداه، كل التفكير ينصب في السفر، السفر فقط دون التفكير فيما يمكن أن يترتب عن ذلك في ما بعد ...، لكن يا فرحة ما تمت، إذ ما أن يعود المسافر حتى يجد نفسه عالقا في فخ الديون لاستعماله بطاقة الائتمان"، مضيفة – المغربية – "عندما فكرت أنا وصديقاتي في إنشاء صفحة الكترونية فلكي نقول كفى استغلالا لأبناء هذه الجالية، ولدعم انتفاضة هدفها الوصول إلى حل يضمن لأبناء الوطن رحلات بأسعار معقولة وخدمة محترمة وإلا لا خيار غير الانخراط في حملة مقاطعة الخطوط المغربية المشار إليها"، تصيح المواطنة.