مصطفى ملو - الرباط / جديد أنفو
تواصل وزارة التربية الوطنية نهج سياسة الهروب إلى الأمام في تعاملها مع ملف الأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشواهد, و ذلك بإصدار مذكرة لما وصفته بمباراة الترقية متبوعة بلوائح المتبارين, هذه المباراة التي حظيت بمتابعة ساخرة من طرف عدد هائل من الفايسبوكيين, و التي لا يمكن وصفها سوى بالمباراة الفضيحة لاعتبارات عدة.
*فضائح تلو فضائح
بعد مسلسل التأجيلات غير المبررة أفرجت وزارة بن المختار أخيرا عن "مباراة الترقية", وهي المباراة التي تأتـي ضدا على احتجاجات آلاف الأساتذة المتواصلة بشوارع الرباط لما يقارب الثلاثة أشهر و التي تعدى صداها الحدود الوطنية و استأثرت بمتابعة إعلامية غير مسبوقة.
هذه المباراة التي سبق للوزارة أن أعلنت أنها لن تخضع لمبدأ الحصيص في حين أن لوائحها تؤكد أنها لم تخرج عن نظام الكوطا, إذ وضعت عددا محددا من المناصب لكل مستوى(الثانوي الإعدادي مثلا 444 منصب), وهو عدد لا يصل حتى إلى ثلث عدد المجازين في هذا السلك, مما يعني أن الوزارة ضربت حتى نظام الحصيص الذي زعمت أن المباراة لن تخضع له بعرض الحائط.
الوزارة أكدت كذلك أن معدل 10 على 20 ضامن للنجاح في هذه المباراة, و هنا نتساءل هل الأستاذ الذي يقبل على هذه المباراة و لم يحصل على معدل 10 على 20 يستحق البقاء في هذه الوظيفة؟!.
*مباراة شفوية!
لأول مرة ربما في التاريخ يحدث أن تجرى مباراة شفوية لترقية "الأساتذة الأكفاء", و لعمري إنها أم المهازل, إذ إن السؤال المطروح هنا هو التالي: متى كانت المباريات الشفوية معيارا لقياس كفاءة الإنسان في أي مجال من المجالات؟
نحن نعرف الظروف التي تتم فيها هذه المباريات, حيث إنها تخضع في غالب الأحيان لمزاجية الأستاذ الممتحن(بكسر الحاء) و تقديراته الشخصية و ليست لها معايير علمية محددة و دقيقة,مما يضر بمبدأ تكافؤ الفرص و يجعل النجاح رهينا بعقلية الأستاذ المشرف.
يضاف إلى ذلك أن الهدف من المباريات الشفوية في كل قطاع هو قياس مدى قدرة الممتحن(بفتح الحاء) على التواصل و ليس الغرض منها اختبار كفاءته.
*ارتباك و ارتجالية و أخطاء بالجملة
إن مراجعة بسيطة للوائح المتبارين التي أعلنت عنها وزارة "التربية الوطنية" تبين و بالملموس الارتجالية و التخبط الذي يميز تعامل الوزارة مع هذا الملف.
فقد لقيت هذه اللوائح متابعة هامة على الفايسبوك, إذ شكلت موضوعا للتنكيت بين مرتاديه و خاصة من الأساتذة المقصيين, فمن تكرار لأسماء المتبارين, في ما يبدو محاولة من الوزارة "لتعمار الشوارج أو تعامر الشقف كما يعلق أحدهم", إلى أخطاء فادحة في تاريخ إجراء الامتحانات, حيث لوحظ أن هناك متبارين عليهم العودة إلى سنة 1900 لاجتياز المباراة(انظر الصور),الشيء الذي دفع أحد المعلقين إلى التساؤل كيف لوزارة ترتكب هذه الأخطاء الفادحة أن تقيم الأساتذة و تختبر كفاءاتهم؟ .
ليرد عليه آخر معلقا" هذا ليس غريبا على وزارة بن المختار الذي لا يميز بعد بين برنامج مسار و مصير و الذي يجمع أصبع على صبائع" في إشارة إلى الأخطاء الأخيرة التي سقط فيها بن المختار في مجلس المستشارين و في ندوة صحفية حيث جمع أصبع على صبائع!.
*مباراة لن تحل المشكلة
تعتقد الوزارة أن الرمي بالمباراة إلى طاولة الأساتذة المجازين سيحل المشكل و سيضع حدا للاحتقان و الاحتجاج الذي مازال مستمرا للشهر الثالث و الذي مازال آلاف التلاميذ يدفعون ضريبة تعنت الوزارة في الاستجابة لمطلب عادل و بسيط.
و الحقيقة أن الأمر عكس ذلك تماما,إذ إن آلاف الأساتذة يقاطعون المباراة,كما ينتظر أن يلتحق بهم من لن يتمكن من النجاح في هذه المباراة التي خصصت لها "مناصب" هزيلة جدا مقارنة مع عدد حاملي الشواهد الذين يقدرون بالآلاف.
