مصطفى ملو - مكناس / جديد أنفو


سجلت المراكز الجهوية المخصصة لإجراء "مباراة الترقية" لفائدة الأساتذة المجازين و الماستريين ما بين 11 و 13 من الشهر الجاري, عزوفا شاملا عن المشاركة, حيث سجل عدد من الأساتذة المحتجين أمام هذه المراكز أن نسب المقاطعة تراوحت بين 95 و 99 في المئة, في حين أن نسبة الإقبال ضعيفة جدا و لم تتجاوز بضع عشرات على الصعيد الوطني.

و يذكر أن مجموعة من الخروقات شابت هذه المباراة سواء قبل بدايتها أو أثناء إجرائها, إذ عبرت مجموعة من الأساتذة عما وصفته تدخلات مشبوهة من قبل نقابة حزب العدالة و التنمية للتغرير بالأساتذة و وعد منخرطيها بالنجاح في حال قبولهم بالمباراة مما اعتبره ذات الأساتذة زبونية و ريعا نقابيا يضرب بمبدأ تكافؤ الفرص حتى للمقبلين على المباراة على قلتهم.

و من الخروقات التي شابت هذه المباراة كذلك حسب الأساتذة المقصيين إيراد أسماء أساتذة لم يتقدموا أصلا بطلبات اجتياز المباراة و تكرير الأسماء لإيهام الرأي العام بأن غالبية الأساتذة مع المباراة, هذا فضلا عن عدم احترام الآجال المقررة لإيداع الملفات.
و جدير ذكره كذلك, أن تدخلات أمنية عنيفة عرفتها مجموعة من المراكز اليوم الأربعاء, كطنجة و تطوان و الحسيمة و كلميم و شهدت اعتقال مجموعة من الأساتذة المقاطعين, في حين عرفت مراكز أخرى كمكناس تدخل بعض رجال الأمن لإرغام الأساتذة على ولوج المركز بعد إقناعهم بعدم جدوى المباراة من طرف زملاء لهم يرابطون بالمكان.

في نفس السياق أصدرت وزارة التربية الوطنية اليوم الأربعاء بلاغا أعلنت فيه أن عدد المشاركين في المباراة يوم أمس الاثنين بلغ ما مجموعه 504 أستاذا في حين أعلن بنكيران أمام مجلس المستشارين بأن العدد وصل إلى 550 أستاذا, ما اعتبره أحد الأساتذة تناقضا خطيرا و تذبذبا في الإحصائيات.

في حين علق أحد أساتذة الرياضيات ساخرا"حتى و لو صدقنا هذه الإحصائيات الكاذبة, فإن على وزارة التربية و الوطنية و بنكيران أن يستحيوا من ذكرها, فبلغة الرياضيات إذا افترضنا - وهذا مجرد افتراض - أن عدد الذين يجتازون المباراة يوميا هو 550 أستاذا كما يزعم بنكيران, فإن المجموع خلال ثلاثة أيام المخصصة لإجراء هذه المباراة سيكون هو 1650 أستاذا و هو عدد ضئيل جدا بالمقارنة مع العدد الذي سبق للوزارة أن قالت إنهم تقدموا بطلباتهم".

و للإشارة, فإن بنكيران أعلن كذلك أمام مجلس المستشارين أن المباراة ستستمر إلى يومه الجمعة, مما أثار استغراب بعض الأساتذة الذين اعتبروا أن المذكرة المنظمة للمباراة تنص على أن اليوم الأخير للمباراة هو يوم غد الخميس و بالتالي فتمديدها ليوم آخر يعتبر خرقا للقانون, في حين علق آخرون على ذلك قائلين"هذا أكبر دليل على فشل المباراة و على أن الوزارة ما زالت تراهن على الوقت لحفظ ماء وجهها أمام العزوف الشامل عن هذه المباراة المهزلة",في الوقت الذي قال فيه آخرون" إن المباراة لن تكون هي الحل و قد آن الأوان للوزارة أن تنزل من برجها العاجي و تلتزم بالجرأة و الشجاعة لإيجاد حل نهائي لهذا الملف ألا و هو الترقية المباشرة بأثر رجعي و مالي و بدون قيد أو شرط,وأن تمديد آجال المباراة يساوي تمديد اعتصامهم".