جديد انفو - الرشيدية

انطلقت، اليوم الاثنين بالرشيدية ، أشغال اللقاء التربوي على مستوى جهة درعة - تافيلالت حول الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين وسبل تفعيلها.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء التواصلي، المنظم من طرف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، بتقديم الأرضية التي ارتكز عليها المجلس الأعلى لصياغة الرؤية الإستراتيجية للإصلاح، مع التذكير بالسياق العام الذي تندرج فيه هذه المبادرة الرامية إلى تطوير المنظومة التربوية الوطنية وبناء مدرسة الإنصاف والجودة.

وبحسب هذه الأرضية، تتمثل الأهداف المتوخى تحقيقها من عقد اللقاءات الجهوية التواصلية، على الخصوص، في ترسيخ المقاربة التشاركية والتفاعلية مع أكبر عدد من الفاعلين في ميادين التربية والتكوين والبحث العلمي وشركاء المنظومة التربوية، وتمكينهم من التعرف على المشاريع والتدابير التي تعتزم الوزارات المكلفة بالتربية والتكوين والبحث العلمي اعتمادها في اتجاه تطبيق الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التربوي.

كما تهدف اللقاءات الجهوية إلى إطلاق وحفز دينامية واسعة لتعبئة مجتمعية حازمة ومتواصلة ويقظة حول التنفيذ الناجع لخيارات الإصلاح وأوراشه وأهدافه، وذلك بانخراط الجميع من فاعلين تربويين وأسر وهيئات سياسية ونقابية ومدنية ومؤسسات منتخبة وعلماء ومثقفين وفنانين ومواطنين.

وفي كلمة باسم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ، أكد السيد عمر الصبحي، أن المجلس  ولانجاز مهمة الاصلاح ارتكز على منهجية قوامها ست مرتكزات تهم الاستناد إلى المرجعيات الأساسية الموجهة للإصلاح وفي مقدمتها أحكام الدستور والخيارات ذات الراهنية المتضمنة في الوثائق والتقارير الإصلاحية ، و في انطلاق بناء هذه الرؤية واستشراف مستقبل  المدرسة المغربية من نتائج التقييمات الموضوعية التي أنجزتها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس،  واعتماد مقاربة تشاركية موسعة ومنفتحة على آراء وأفكار ومقترحات جميع مكونات المجتمع.

أما المرتكزات الاخرى فتهم الاستخلاصات المستمدة من العروض التي قدمها  القطاعات الحكومية في الجلسة العامة للمجلس ومن المناقشات التي أعقبتها حول رؤيتها المستقبلية لبرامج الإصلاح القطاعية، ونهج الاجتهاد الجماعي داخل المجلس بمختلف هيئاته، ولاسيما لجانه الدائمة ومكتبه وجمعيته العامة، في كافة مراحل إعداد الرؤية الاستراتيجية، علاوة على  الاستئناس بالتجارب الدولية الناجحة ووبنتائج الدراسات المقارنة التي همت بعض المنظومات التربوية  وآخر المستجدات والتوجهات المتعلقة بالتربية والتكوين والبحث العلمي على الصعيد العالمي.

وأبرز عضو المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ، في هذا الاطار، ان التطبيق المتدرج والناجع للإصلاح الذي تتضمنه الرؤية الاستراتيجية يشكل فرصة ينبغي تعزيزها بترسيخ التقاء إرادات جميع مكونات الأمة المغربية، والفاعلين الأساسيين في المنظومة من أجل تحقيق أهداف الإصلاح، و مواصلة قيام الجهات المختصة، طبقا للدستور، بالتحضيرات اللازمة الرامية إلى صياغة مضمون الرؤية الاستراتيجية في قانون إطار، وعرضه على مساطر المصادقة؛ إذ يعتبر المجلس ذلك بمثابة الخطوة الحاسمة، الكفيلة بتحويل هذه الرؤية إلى إطار مرجعي تعاقدي يلزم الجميع وتلتزم به مكونات الأمة كافة، من أجل إنجاح الإصلاح والوفاء بتحقيق أهدافه في المدى الزمني المحدد له.

كما يتعين ، يضيف السيد الصبحي، تعزيز الأدوار المنوطة بالجماعات الترابية، بمختلف أصنافها، وضمن نهج ترسيخ الجهوية المتقدمة، في الإسهام في مجهود التربية والتكوين وتحمل الأعباء المرتبطة بتعميم التعليم وتحسين جودته، وذلك طبقا للاختصاصات الجديدة الموكولة إليها بموجب الأحكام الدستورية والقانونية، اضافة الى تقوية دينامية واسعة ومستديمة للتواصل والتعبئة حول الإصلاح، على نحو يضمن تملكا أكثر تقاسما، وانخراطا أوسع وأشمل في عمليات التطبيق، ولاسيما من قبل الفاعلين التربويين ومختلف شركاء المدرسة؛ تكريس التمسك الملاحَظ من قبل التلاميذ والطلبة والفاعلين التربويين  والأسر والهيئات المنتخبة والمثقفين والمنظمات السياسية والنقابية بالإصلاح التربوي الى جانب الضرورة القصوى لمواكبة أوراش تطبيق الاصلاح بالتتبع اليقظ  وبإنجاز تقييمات دورية سيباشرها المجلس، ولاسيما من خلال الهيئة الوطنية للتقييم لديه؛ وذلك بهدف الرصد والاستدراك والتصحيح من أجل ضمان التحقيق الناجع لأهداف الإصلاح.

وتتواصل أشغال اللقاء الجهوي على مستوى جهة درعة - تافيلالت، الذي حضره على الخصوص والي جهة درعة - تافيلالت عامل اقليم الرشيدية السيد محمد فنيد  و ثلة من الفاعلين التربويين والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابية وعدد من الفعاليات التي لها علاقة بقطاع التربية والتكوين، في جلستين عامتين، يتم خلالهما إطلاع المشاركين على مضامين الرؤية الإستراتيجية وعلى التدابير الأولية لكل من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، والمتعلقة أساسا بتنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح، مع فتح النقاش إسهاما في إنضاج الرؤية وتسطير السبل الأولية لإنجاحها.

لنا عودة الى هذا اللقاء بالفيديو لاحقاً .




المصدر: و.م.ع