زايد جرو / جديد انفو
أطفال المغرب العميق يرسمون باللعب البسيط المساحات العفوية في فضاءات جغرافية واسعة ،من السهل للوادي للتلال حتى القمم ، يصنعون بالخواء البسمة البريئة، ويرسمون عالما ورديا تملأه الأحلام ، ولا يهمّهم من العالم الكبير غير الضّحكة البريئة ،لا أحقاد ولا حساب إلا لليوم الجميل المعاش ، بلعبهم يدخل النسيم بين شقوق البيوت وببسمتهم يجلو الطهر بين أجنحة السبات ،لم يعرفوا للألعاب الحديثة مسلكا ، فصنعوا كل لعبهم من الطبيعة ،فاتسع خيالهم بها وزاد ارتباطهم بخوائهم.
كل رجال الجنوب الشرقي مروا من هنا ،ركبوا اللعبة ،ومروا فوق اللُّعبة ،وسكنوا في اللعبة وضربوا اللعبة وتبادلوا اللعبة ولَعبوا بهم باللعبة ،ودوختهم اللعبة ..وهم الآن رجال رغم كل شيء وبقيت لعبهم وألاعيب الآخرين محفورة في ذاكرتهم ولن يمحوها الزمان رغم تقلبات الحال والأحوال.