ابراهيم أزكي - تنغير / جديد أنفو
كثيرة هي الظواهر السلبية التي نعاني منها الآن لم نكن نلق لها بالا ولم نحسب لها حسابا في حينها عندما كان بالإمكان القضاء عليها في بادئ الامر بسبب غفلتنا عن مخاطرها المستقبلية والآن تحولت بعد فوات الاوان الى مشاكل يصعب حلها ومحو اثارها المدمرة على الصحة والبيئة ووضع الانسان النفسي والاجتماعي. ومن هذه الظواهر ظاهرة انتشار الكلاب السائبة والضالة في الاحياء السكنية وما تمثله من خطر على صحة الانسان ونفسيته لما يمكن لها ان تسببه من امراض خطيرة عن طريق تعرض الانسان لعضتها او عن طريق انتقال الجراثيم بواسطة الذباب وغيره بعد موت ونفوق هذه الحيوانات وسط الاحياء السكنية وتفسخ جثثها. وحيث أن هذه الظاهرة اخذت بالانتشار بشكل ملفت مع الوقت، وبدأت تظهر اثارها السلبية السيئة صحيا واجتماعيا ونفسيا، يجب على الجهات المعنية اتخاذ اجراءات احترازية أمام التواجد الكثيف لقطعان الكلاب الضالة و التعرف على اسباب انتشار الظاهرة والمشاكل التي يمكن ان تسببها اثارها على صحة السكان وحياتهم. فقد أصبح المواطن لا يمكنه أن يخرج من منزله سواء نهارا أو ليلا، ليس خوفا من اللصوص والمجرمين، بل خوفا من الكلاب الضالة التي احتلت وسيطرت على بعض الدواوير بتنغير، ولقد اشتكى المواطنون من الانتشار الكثيف للكلاب الضالة التي باتت تشكل خطرا على حياتهم وحياة أبنائهم بالإضافة إلى ثروتهم الحيوانية من أغنام وأبقار وغيرها، مطالبين كافة المؤسسات الصحية والجهات المختصة ،التدخل الفوري للقضاء على هذه الحيوانات البرية التي تتكاثر بشكل مكثف ودون أدنى متابعة من الجهات المعنية، متسببة بأضرار صحية كبيرة للمواطن، نظرا للجراثيم والأمراض التي تنقلها للإنسان أثناء هجومها عليه.
وإن كانت الكلاب الضالة المسالمة لا تنشد إلا بقايا الطعام المتفرقة في القمامات وعبر الطرقات، فإن الكلاب المتوحشة و المصابة بداء الكلب لا تفرق بين القمامة وغيرها مما يجعل الأطفال الصغار المستهدف الأول من طرفهم، وقد يتعرض هؤلاء لهجمات مباغتة من طرف هذه الكلاب أثناء لعبهم بالحي أو عودتهم من المدرسة، أو أثناء إخراجهم القمامة من منازلهم ، وتعتبر الأحياء الشعبية مرتعا للكلاب الضالة والمتشردة حيت حكمت سيطرتها على الشوارع والأزقة. وعلى ضوء هذا فقد حولت الكلاب الضالة المتوحشة حياة سكان الدواوير إلى ذعر، وأصبحت تشكل خطرا على صحة المواطن في ظل عجز السلطات المحلية على إحكام قبضتها على التكاثر المريب لتلك الحيوانات التي أضحت تغزو شوارعنا ليس ليلا فقط، بل حتى في وضح النهار ، متسائلين عن الجهة المسؤولة عن حماية المواطن من هذه الحيوانات التي تشكل تهديدا صحيا وأمنيا مباشرا له.
و حتى المواشي لم تسلم من خطرها، وتعد الحادثة التي وقعت بحي أسفالو، إحدى أهم الدلائل التي توحي بتنامي الظاهرة وبوجوب اتخاذ الإجراءات الصارمة لمعالجتها، حيث تعرضت حظيرة من الغنم والدجاج إلى هجوم شرس شنته مجموعة من الكلاب الضالة، وأسفر الهجوم عن هلاك كل الدجاج والأغنام ، الأمر لم يتوقف على حي دون آخر إذ أن جل الأحياء أصبحت تعيش نفس الوضع مما بات يشكل خطورة على سلامة وأمن السكان خاصة على المصلين والأطفال وخروج المواطنين ليلا أو في فترات الصباح الباكر قد يعرضهم إلى اعتداءات هذه الكلاب في ظل تراجع عمليات قتل الحيوانات الضالة، حيث سجلت العديد من حوادث الاعتداءات على المواطنين من قبل الكلاب الضالة.
وفي هذا السياق نتساءل عن دور السلطات المعنية في تقليص الظاهرة، وحول الإجراءات المتخذة في هذا الإطار خصوصا أن معظم الذين تم الاتصال بهم أكدوا أن مطاردة الكلاب ليست من مهامهم، بل من مهام الجهات المختصة، فيما رفض البعض منهم الإجابة عن أسئلتنا، أما البعض الآخر فوعدنا بمعاودة الاتصال ولم يفعل، وفي كل الأحوال نطالب بضرورة تدخل السلطات المعنية لمتابعة دورها في توفير الحماية الصحية للمواطن وثروته الحيوانية عبر محاربة وإبادة الكلاب الضالة ، نظرا لدورها في نشر الأمراض المعدية التي كثرت في السنوات الأخيرة.