محسن الاكرمين - مكناس / جديد انفو

اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يوم الأربعاء 16 دجنبر2015 ، لدراسة الملفات المحالة عليها ، وأصدرت القرارات التالية (نكتفي بشق البلاغ الخاص بفريق النادي المكناسي لكرة القدم) :

توقيف الملعب الشرفي لمدينة مكناس في حق النادي المكناسي، لمدة أربع مباريات نافذة وغرامة مالية قدرها 22.500 درهما.

توقيف أحمد غانيمي لاعب النادي المكناسي 4 مباريات؛ اثنتان نافذتان واثنتان موقوفتا التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 2250 درهما.

أولى الملاحظات بالتردد المخيف هي تنزيل أقصى العقوبات (حالة العود) على النادي المكناسي لكرة القدم (توقيف الملعب الشرفي لمدينة مكناس في حق النادي المكناسي، لمدة أربع مباريات نافذة ) ، فيما سند أمر شغب الملعب مرده إلى الوضعية المرجعية بين الفعل الخارجي كجزاء ، والفعل الداخلي كعقوبة لازمة مثل " توقيف أحمد غانيمي لاعب النادي المكناسي 4 مباريات".

فالأول (الفعل الخارجي كجزاء ) مقصده اقتحام مجموعة من الجماهير المكناسية (الأحداث ) لرقعة الملعب أثناء مباراة الفريق المحلي والجمعية السلاوية " يوم السبت 12دجنبر 2015 " ، فالنادي المكناسي لكرة القدم كفريق لا يتحمل المسؤولية في واقعة الاقتحام رغم أن الجماهير التي ولجت عنوة إلى الملعب هي من بين الجماهير الوفية لقميص الفريق بالروح . مع الإحاطة أن الأمر تم تطويقه من طرف رجال الأمن بسرعة واحترافية ، وتم اعتقال ثمانية (08) شبان من المشتبه في تورطهم - (... بعد أن تقدم كل من حكم الشرط بشكاية إثر تلقيه صفعة من لدن أحد المشتبه فيهم، ونفس الشيء قام به رجل أمن ، فيما تنازل اللاعب حمودة عن المتابعة بعد أن قدم شكاية بدوره في الموضوع "م/ ر/ش" ) - والمنتمين لفصيل " إلتراس ريدمان " وقد أحيلت المتابعة على السلطة القضائية وحددت الجلسة المقبلة يوم 06 يناير 2016 ، و امال كل المكناسيين والجماهير الوفية بالتعاقد لألوان الفريق تقول بالحرية للجماهير المكناسية ، ولا ترتضي غير الحرية بديلا لهم (الحرية ...الحرية للجماهير المكناسية/ شعار ) .

إنها ازدواجية العقاب بين سلطة القانون والتي تتكفل به المحاكم المغربية وقوة قراراتها الملزمة دستوريا بالتنفيذ ، وبين القوانين الفرعية للجامعة الملكية لكرة القدم كهيئة منظمة ومشرفة على مصداقية اللعبة . فبلاغها " يوم الأربعاء 16 دجنبر2015" عاقب من لا ذنب له (بمشمولية الجمهور) في الأحداث السالفة الذكر ،والتي كانت محصورة في المكان والزمان /والعدد و الاثار السلبية .

إنزال صك العقاب على مجموع الجماهير المكناسية كليا ، وإقفال باب الملعب حتى في وجه الفريق بدليل منطوق الجزاء " توقيف الملعب الشرفي لمدينة مكناس " فالفهم الوارد من فحوى المضمون العام ليس اللعب بدون جمهور وإنما استقبال النادي المكناسي خارج ميدانه (لمدة أربع مباريات نافذة ) لتصبح ثمانية خارج القواعد بمفهوم ( مستقبل / زائر). إنها الطامة الكبرى في محاصرة الفريق بأخطاء مجموع الاخرين ، من حكم أثيرت حول قراراته عدة نقاشات داخل الملعب ،إلى الجامعة التي جمعت حدث الشغب في سلة واحدة وأنزلت الجزاء الاثقل و القاسي على مجموع المدينة ، إلى طفولية ونزق الشباب المكناسي بتيمة حب الفريق المحلي واقتحام الملعب بعفوية غير قصدية . إنها المعادلة الصعبة التي تروم إلى العقاب الجماعي فقط ، وتضيع نتائج الفريق المكناسي لكرة القدم الى المرتد السلبي ، وتزيد من إدمال مالية الجرح المادي بإضافة العقوبات المادية " وغرامة مالية قدرها 22.500" .

المزاوجة بين الأحكام القضائية من خلال المتابعة القضائية "(08) شبان من المشتبه في تورطهم في الأحداث "، وعقوبات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ،هي ما تحيلنا لزوما الى الحديث عن المعالجة الرزينة والبديلة لظاهرة شغب الملاعب . فالإرتكان إلى المعادلة العقابية ولا غيرها ، لن تشفع لنا من تجفيف مستنقع شغب الملاعب ، والحد من تناميها واتساعها بالتطويق العادل . في حين المقاربة العلاجية الشمولية للظاهرة هي الرد العدل في التصويب والتهذيب من سلوكيات الوافدين على الملاعب الرياضية ،من خلال نهج سلوك التربية أولا /التوعية /التحسيس ، القرب من الجماهير ومعرفة أولويات حاجياتهم تجاه فريقهم المحلي ، الإعلام بحصص إشهارية سلوكية رزينة .

اليوم نحن نحرم الأطفال من ولوج الملعب بدون مرافق راشد ، فمتى يتدرب ويتعلم الاطفال على أدبيات ولوج الملاعب الرياضية ؟ متى يلتزمون بالسلوكات المدنية داخل الملاعب وخارجه ؟ متى يكتسبون مبدأ الحرية من خلال الواجب والحقوق ؟. اليوم نلقي بالفريق المكناسي وغيره إلى الهاوية بسد الملاعب والعقوبات المادية المبالغ فيها !!!!، والبراءة تكسو الفريق من الأرجل العفوية التي ولجت الملعب خلسة .

المطالبة بإعادة النظر في فصول العقوبات / الجزائية المسطرة من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى صيغة العقوبات البديلة ، أضحى هو مطلب الجميع المهتم بالشأن الرياضي الوطني وخاصة في شق كرة القدم .