زايد جرو/جديد انفو

عيد الأضحى المبارك مناسبة للتلاقي ومناسبة لصلة الرحم، به تكثر الحركة و به تمتلئ الأسواق ،وكل شخص يود أن يقتني ما يفرح به أسرته وعائلته، فتنمو التجارة وتزادا عائدات التجار من جيوب المستهلكين ، وبجولة داخل الأسواق فالكثير من الأسر مازالت تتزاحم بالمكتبات من أجل اقتناء لوازم الدراسة وبعضها ما زالت تبعات العطلة ورمضان تلاحقه ،ليصحو على متطلبات جديدة للعيد الكبير فتضاعفت  المتطلبات وتقلصت الأفراح بالمناسبة .

الطبقلت الاجتماعية الفقيرة والتي لا تفكر الا في التوازن الاجتماعي ،عانت بالمغرب ومازالت تعاني من غلاء المعيش اليومي ،وكل الحكومات التي تعاقبت على المواطنين لم تستطع أن تنقذ أو تغير الوضع الاجتماعي للأمة، بل كل حكومة تسعى للتقليل من المديونية الخارجية،  ولو على حساب جيوب المواطنين المقهورين برفع الضرائب ،والزيادات المتتالية، ابتداء من المحروقات وصولا إلى التفكير في رفع الدعم عن المواد المدعمة، والتلاعب بأشطر الماء ،وتجميد الأجور، وبرمجة قوانين  للرفع  من سن التقاعد ، وتسريح العمال وتدني الخدمات الصحية وتراجع الاستثمار ،وإغلاق باب الحوارالمغشوش  الذي لا تبرمج حلقاته إلا للحوار المكشوف المفضوح والفارغ  والمنسوف ،في مجتمع استهلاكي، اختلت فيه تراتبية الطبقات، حيث استسلمت الطبقة المتوسطة في المجتمع التي هي قوام الاستقرار لهجمات طبقات أخرى اجتماعية أكثر عددا وأكثر صخبا فتولد ما نراه من عنف ومن إباحية وانحلال.

في عيد الأضحى وكل الأعياد التي تشكل العبء الكبير على المواطن، لم يعد المواطن ينظر  إليها من وجهة دينية بل يقيمها اقتصاديا ،فيقلل من شأنها روحيا ،لأن تبعاتها لن تتوقف إلا بعد أشهر، لتقترب مناسبة أخرى ،وقد تتعقد المشكلة أكثر في المدن التي تجمع أخلاطا وأنواعا من الناس التي تجر للتزاحم في الأرزاق والتدافع بالمناكب ويتجاور الغنى والفقر تجاورا مباشرا ،ويتجاور العلم والجهل بنفس الطريقة ،خلاف القرى التي يعرف الناس بعضهم البعض قد تضعف  الأزمة  وتقل ،أوهي متسترة بين الناس ولو لحين، للمصالح المتبادلة ولا تظهر إلا في النادر حيث يكون المستهلَك اليومي  متشابها في أغلب الأحيان..

الناس في الأسواق يشكلون مجتمعا شرائيا في عيد الأضحى ،السلع تحل محلها سلعا جديدة التي تشعر الناس بنقص جديد، فيلهثون دائما لملاحقة مجتمع قائم على منطق التجدد، ويصير رب الأسرة  دائما تحت ضغط مستمر، وعليه أن يعمل أكثر، أو يسرق أكثر ،أو يفعل أي شيء أكثر، لكي يحافظ على التوازن، ولكي لا تخذله موارده في هذا السباق الرهيب مع التجدد ،ومع متطلبات العيش في مجتمع مغربي تحكمه الفوارق الطبقية والشعور لدى كل الناس باللامساواة والحرمان في نيل قسط مما تقدمه الحياة ،والنتيجة طبعا انتشار العنف و"التشرميل والكرساج "وارتكاب الجرائم  بشتى الأشكال ليكدر البعض على البعض نعمة الحياة وصفوها ،فتتكون بذلك الجماعات السرية والعلنية التي لا ترى سبيلا لها وسط هذا الخضم الهائل من التفاوتات إلا بالعنف.