زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
القنفذ من الحيوانات الغريبة الذي لا يحتك حتى بأمه الا للمصلحة والنفعية ولا يحتاج الحماية من أحد لا في الصحو ولا في النوم ولا يقترب من اخوانه القنافذ الأخرى ايمان بالتفوق وكأنه من تلامذة نيتشه النجباء حين الحديث عن الانسان المتفوق او كأنه حفظ العديد من صفحات كتاب زرادشت .
الأشواك التي تُحيط بالقنافذ هي حصن منيع له وما يدخره في جسمه من مخزون من البروتينات يعفيه من الطعام والشراب طيلة فصل الشتاء ،لكن اذا اشتد البرد كثيرا يضطر للبحث عن الدفء بالاقتراب والالتصاق بأبناء جلدته طلباً للدفء متحملا وخزات وحدّة الأشواك وبمجرد ما يشعر بالدفء يبتعد حتى يشعر بالبرد فيقترب مرة أخرى، وهكذا قد قضي سواد الليل بين الاقتراب و الابتعاد .. لأن الاقتراب الدائم يكلفه الكثير من ألم الوخز والابتعاد الدائم قد يُفقده الحركية..
ذاك حال سوق البشرية مع علال "الكَنْفود ْ " في ثقافة درعة تافيلالت بناء على مثل " كول رزقك قبل ما يكلو علال " والذي تعميه المصلحة فيقترب مهما كان الثمن والدفع و حين تنعدم او تقل او تنتهي يبتعد فيتحمل الانسان وخزاته ووخزات الآخرين حتى يصنع التوازن ولو قليلا ،ولا يجب البحث عن التفسير والتأويل ولا التدقيق في الأشياء ولا بذل الجهد المضني للبحث عن العظام في الكبد، لان الشر متأصل في الناس وهم نظائر واشباه وهم كالقنافذ لا املس فيها ويبقى الاسثناء طبعا قائما فهناك الشرفاء من اخيار القوم رغم شيوع المثل وتداوله بين خاصة القوم وعامتهم فلو اطّلَعَ الناس على ما في قلوب بعضهم البعض لما تحولت تحية السلام للتحية بالخناجر والسيوف.