زايد جرو - جديد انفو

"لحبيبة مي "من البرامج التلفزية الاجتماعية ذات المرجعية الواقعية التي تعبر بطريقة فنية عن واقع مترد للمجتمع المغربي الذي تغيرت قيمه بسبب تحولات مدنية لا تراعي الجانب القيمي الأخلاقي ولا المرجعية الدينية التي انبنت عليها المجتمعات الإسلامية ،فالبرنامج يضع اليد على  الجرح الكبير الذي يؤرق الأسر النووية التي لا ترغب لا في الأب الشيخ ولا في الأم المسنة ،وتحاول عبثا التخلص منهما  باعتبارهما عبئا وبطريقة بشعة وغالبا ما تكون الزوجة هي البطلة الصانعة  للتراجيديا الأسرية التي تتحول  أواخر حلقاتها  إلى نهاية مفرحة تداوي الجرح الغائر ولو أمام المتفرجين في الكثير من الأحيان.

البرنامج ناجح بامتياز ولا يمكن أن يصل في نفقاته ومنح دعمه ما وصات إليه المسلسلات الرمضانية المغربية التي تبكي  وتدمي المتتبعين حقيقة برداءة الفكرة والإخراج،  ولا يمكن لأي وزارة في العالم العربي والإسلامي أن تفكر في دعم مسلسل" الخواسر " الذي مزق اللغة والشعور القومي إلا في المغرب ، فالمشارقة صنعوا  مسلسل الكواسر  بلغة عالية في التركيب والتصويروالنظم  ونظرائهم المغاربة صنعوا الخواسر بلغة سخيفة هجينة تمج السمع وما زادت المتتبعين إلا مقتا للوزارة الوصية وربما في رمضان المقبل سينتجون المسلسل الجديد " البواسر" على وزن الخواسر والكواسر.

برنامج لحبيبة مي وقف على عمق الجرح الأسري  ليقول أحلى الكلام ضمنيا  عن  الأم التي تعطي مالا يستطيع أحد أن يعطيه ، المرآة التي لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضنها، ولا وردة أجمل من ثغرها  ،هي النّبع الذي نستمدّ منه أسمى  ما في الأرض من طيب، ونحيي كل الذين ساهموا في الإنتاج فكرة وإخراجا وتنفيذا  وقد تختلف المناطق طبعا والمدن في التعامل مع الأم وتقل هذه المعاملة الدنيئة معها بالأكيد في الجنوب الشرقي .