زايد جرو ـالرشيدية .
المثير للانتباه بكل المدن المغربية ايام العيد أن هناك إقبالا كبيرا و "غير مسبوق" على شراء اللحوم الحمراء، خصوصا الأحشاء "الدوّارة"، التي بلغ سعرها في بعض المدن أزيد من 700 درهما، في قفزة أثارت استغراب المهنيين والمستهلكين.
ومن المثير أيضا أن كل أنواع اللحوم من البقر والمعز والأكباش معلقة ومصففة بدكاكين الجزارين كل حسب طاقته ،والناس في طوابير تنتظر دور الإقتناء فلا يهم الثمن ،فلا الجزار استحيى ولا الزبناء خجلوا من سلوكياتهم،حيث كانوا يشتكون البارحة من الشناقة ولفراقشية، واليوم 'تيزواگوا ' الجزار من أجل نصيب وافر من اللحم .
ارتفع سعر اللحم ارتفاعا قياسيا وصل الى 150 درهم ،الگزارة منتشون ببيع اللحم كما أرادوا دون التفكير ، أو بتجاهل، ودون مبالاة بتكسير خطة وطنية حكيمة ومحكمة بتدبير القطيع بالبلاد.
كانت الرقابة على اسواق بيع المواشي، ومراقبة صارمة على الذبيحة السرية ،وعلى محلات بيع الأضحيات خلسة، لكن لم تشدد الرقابة على الجزارين، فهم يذبحون العدد الذي يشاؤون، ويبيعون بكل أريحية، وهي ربما هفوة من القطاعات المسؤواية على المراقبة، حيث لم تفرض على الجزارين الاعداد التي يجب ذبحا من الاغنام والبقر والمعز.
المواطن غير المسؤول ' لقاها ' سهلة يصطف بباب الجزار ويطلب ،' كسدة ,' حولي وينصرف ، الجزار بدوره ,' ضرب ادو مزيان ,' مستغلا هشاشة عقيدة وقع القرار على المواطن 'لمحرتك' فباع كما شاء ،وذبح ماشاء ، دون ان يحس بذنب لأنه جزار.
تبريرات الجزار أن العرض قليل، مقارنة بالطلب المرتفع جدا، وتبريرات المواطن واهية ..بغيت نشوي، ونشم الريحة، وكأن هذا المواطن ينحدر من فصيلة الذئاب ولم يأكل اللحم لسنوات .
تشددت المراقبة على المواطن، لكن هناك انفلاتات على مستوى الجزارة، وهو ما كسر الى حد ما الخطة الوطنية لإنقاذ القطيع من الهلاك، وانقاذ قطيع من المواطين من الشكوى والأنين، فالمسؤولية مشتركة،لكن مسؤولية الجزار أقوى لأنه دار 'خبلة ف المواطن', ويتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع مجددا بعد عيد الأضحى لان الكثير سيعود لاقتناء ذبيحة حين تمر المراقبة... نحن والله شعب لا يستحيي مع القليل من الاستثناءات طبعا.