زايد جرو – تنغير / جديد انفو
أرض تودغى لا تحمل أسماء الرِّجالَ الذين سطَّروا معاني البطولة والصُّمود فحسب بل تحمل أسماء نساء تشتغلن في الظل وقلما تتاح لهن الفرص للانخراط في أعمال كانت إلى عهد قريب حكرا على الرجال ،احتشاما ووقارا واحتراما لحياة ذكورية تخبئ خلف كواليسها الأسرار الدفينة .. فالحياة علمتهن كيف تتحولن رجالا لحمل هموم المجتمع، وقد خبرن الصبر والصمود والتحدي في سبيل العمل الجمعوي خدمة للتنمية المستدامة ودفعا لعجلة النمو بالإقليم.
وكان يوم الأحد 23/02/2014 ابتداء من الساعة الثانية والنصف مساء يوما خاصا للتحسيس بالتراث ب" إغرم نوزرو"،أنجزت تميزه جمعية ازرو للتنمية والثقافة والتضامن ، بحضور عامل الإقليم وبرلماني المدينة والمجالس المنتخبة وشخصيات مدنية وعسكرية وبعض جمعيات المجتمع المدني وعدد كبير من النساء والأطفال وكل من له غيرة على العمل التطوعي ،تشجيعا للنساء اللواتي استطعن تجاوز عقبات مجتمعية وانخرطن بشكل مكثف في التنمية المستدامة.
وكانت الأنشطة متنوعة حيث تمت زيارة روض للاطفال ،ومعرض للمنتوجات التقليدية ،ثم ألقى عامل الإقليم كلمته التي نوه فيها بأهمية الحفاظ على الموروث التقليدي للمنطقة ، باعتباره الوجه الممتد والأصيل للحضارة المغربية، وتلتها كلمات أخرى : كلمة المجلس الإقليمي والمجلس البلدي ورئيس الفدرالية والنائب البرلماني ...كما قدمت رئيسة الجمعية عرضا مفصلا عن أنشطة الجمعية : من صناعة للزرابي والكسكس المحلي ،وما أنجزته الجمعية في تفعيل دور المرأة القروية ،وتعليم الأطفال ،منوهة بكل من مد يد المساعدة للجمعية ، كما شكرت كل الحاضرين وساكنة آيت أزرو وتكماصت وآيت بولمان ...ووُزعت مجموعة من الشواهد التقديرية للمشتغلين في العمل الجمعوي، بالمدينة قبل أن يُختتم اللقاء بوجبة كسكسية مسائية محلية، ودعاء ديني من المجلس العلمي المحلي.
العمل فيه أسئلة زادت القلب والعقل إعجابا بما صنعته الجمعية النسوية ، التي تجاوزت العقبات التي قد تحدث عند انخراط المرأة في عالم الرجال ، بعمل فيه عطاء، وبصدق فيه جهد نادر، ومرآة خطوط تفاؤلية لا نهاية لامتداداتها ونشجع رئيسة الجمعية ،ونقول لهل بلسان جمعوي : فالأرض لا تحمل الرِّجالَ فقط، بل تحمل نساء، هم رجال في العمل والتضحية ونكران للذات من أجل تودغى ،فقد لا نجد كلماتٌ تصِف ما قدِّمته نساء جمعية أزرو من أجل قريتهم ،وقد تركن حقيقة بصمة لا تُنسى في ذاكرة البلدة ،و ساكنتها وساكنة القصور المجاورة حاضرة وشاهدة.