محمد فكراوي

أحالت المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالرشيدية ستة شباب، تتراوح أعماره ما بين 18 و 22 سنة، يُشتبه في ارتكابهم لسلسلة سرقات هزت المدينة، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف الذي أمر بإيداعهم السجن المحلي و متابعتهم في حالة اعتقال بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة المنازل و السرقة من داخل السيارات.

و بذلك تمكنت المصالح الأمنية بعاصمة جهة درعة تافيلالت من ضرب عصفورين بحجر واحد: أولهما وضع حد لعصابة إجرامية خطيرة و الثاني إعادة الإحساس بالأمن لساكنة المدينة التي عاشت خلال الأشهر الماضية على أعصابها نتيجة توالي عمليات سرقة كان مرتكبوها ينفذونها بإتقان دون أن يتركوا خلفهم ما يقود لتحديد هوياتهم.

و استنادا لمصادر جريدة “الأحداث المغربية” فأول عملية ضمن سلسلة السرقات التي وقعت بالمدينة المعروفة بهدوئها، تعود لما قبل شهر رمضان الماضي، حين تم الإبلاغ عن وقوع عملية سطو على إحدى الفيلات تم خلالها سرقة مبالغ مالية و حلي و مجوهرات من داخل صندوق حديدي.
و لم تكن تلك سوى البداية، حيث توالت بعدها سلسلة من السرقات المماثلة بعدد من الأحياء الراقية بالمدينة، بينت التحقيقات لاحقا أنها تمت بنفس الطريقة و الأسلوب (le mode opératoire)، حيث كان اللصوص يستهدفون الفيلات التي يكون أصحابها متغيبين عنها و يسرقون منها ما “خف وزنه و غلا ثمنه” من مبالغ مالية و مجوهرات، ثم يذوبون في حلكة الظلام دون أن يتركوا اي دليل خلفهم.

و أمام هكذا وضع خطر، أعلنت المصلحة الجهوية للشرطة القضائية حالة استنفار في صفوف عناصرها التي أعطت الأولوية لحل لغز هذه السرقات، خاصة بعدما تأكد للمحققين أن منفذيها هم نفسهم من يقف وراء عمليات سرقة استهدفت عددا من السيارات التي تم كسر أقفالها و سرقة محتوياتها.

و بينما عمليات التحقيق تراوح مكانها، توصل المحققون بإخبارية تفيد بأن شبابا ينحدرون من أسر معوزة ظهرت عليهم آثار مفاجئة مباشرة بعد بدء سلسلة السرقات، و هي الإخبارية التي تعاملت مع المصلحة الأمنية بجدية من خلال القيام ببحث ميداني و اجتماعي لمحيط المشتبه بهم، تبين من خلاله أن الأشخاص المعنيين بحوزتهم سيولة مالية كبيرة و أنهم ينفقون ببذخ شديد مقارنة مع المستوى المادي لعائلاتهم و كذا كونهم يعانون من البطالة. و بناء عليه تم وضع المشتبه بهم تحت مراقبة لصيقة، سرعان ما قادت لاعتقال أحدهم و بحوزتهم مسروقات اعترف بأنها جزء من نصيبه من غنيمة السطو على إحدى الفيلات، كما اعترف بأسماء شركائه في عمليات السرقة التي شملت 18 فيلا و حوالي عشرين سيارة.

المصدر: الأحداث المغربية