علي الحسني

من أعماق الجنوب الشرقي وبواحات درعة ينبعث صدى دبدات إذاعة “صوت ورزازات”.. المنبر الإعلامي الالكتروني الذي يبث عبر “النت” برامج تهتم بشؤون المنطقة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية والرياضية والحضارية.

هي أول صوت جمعوي ينطلق عبر الأثير الإلكتروني بجهة درعة – تافيلالت، ومنذ بداياتها، منذ أربع سنوات، وهي تقدّم العديد من البرامج المتنوعة، يقول محمد هوزان، رئيس فضاء ورزازات للإعلام والتنشيط الثقافي، الجمعية المشرفة على هذا المنبر الإعلامي.

وأضاف هوزان، الذي يشغل أيضا مدير تحرير إذاعة صوت ورزازات، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإرهاصات الأولى لهذا المنبر الإلكتروني كانت مع انطلاقة دورات الصحفيين الشباب سنة 2007 التي كان ينظمها فضاء الأسرة والطفولة بترميكت وورزازات، مضيفا أنه وبعد ثلاث سنوات بدأ التفكير في خلق إذاعة إلكترونية.

“لسنا الأوائل بل نسعى إلى أن نكون الأفضل” شعار حمله المشرفون على هذا المنبر الإعلامي يؤكد الفاعل الجمعوي، مبرزا أن الغاية من إحداث هذه الإذاعة يكمن، أساسا، في الرفع من المستوى الإعلامي بمنطقة الجنوب الشرقي، واكتشاف المواهب الإعلامية وصقلها عبر التكوين وفسح المجال أمامها للممارسة الإعلامية المحترفة، والتعريف بما تزخر به المنطقة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية والحضارية، علاوة على استثمار نتائج الدورات السابقة للصحفيين الشباب.

كانت البداية الفعلية لهذه التجربة الإعلامية، التي انطلقت بشراكة بين فضاء الأسرة والطفولة، والرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة – فرع ورزازات، وجمعية فورباك، وموقع ورزازات اونلاين، في شهر يناير 2012، وكان البث خلالها يتم بإمكانيات وبتقنيات بسيطة من التاسعة ليلا إلى منتصف الليل مع الإعادة مساء حيث غالبية الأمسيات مباشرة ومتنوعة ثقافية وفنية ودينية واجتماعية وترفيهية.

يشكل “صوت ورزازات”، كما يبرز هوزان، إضافة نوعية في الميدان الإعلامي الإلكتروني بمنطقة الجنوب الشرقي، وذلك لتركيز البرامج، التي يسهر على تقديمها طاقم شاب وطموح، على الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفنية والتربوية والرياضية، بدأ هذا المنبر الإلكتروني يسير بخطى حثيثة نحو ترسيخ وجوده داخل الحقل الإعلامي بالمنطقة مع توجهه نحو النقل المباشر وتغطية التظاهرات والحضور في المحافل الجمعوية والمهرجانات المحلية والإقليمية.

بعد سنة من الاشتغال بدأ هاجس الاستمرارية يأخذ مكانه في كل النقاشات، ويشغل بال المشرفين على “صوت ورزازات”، يقول هوزان، حيث بدأ التفكير في تجاوز الاشتغال النمطي الذي يعتمد على المناسباتية والتنشيط الترفيهي-الموسيقى، إلى تنظيم موائد مستديرة ونقاشات مفتوحة على المستمعين عبر خط هاتف مفتوح وتغطيات مباشرة، فكان لزاما التفكير في هيكلة خاصة بالإذاعة لضمان التنسيق والحفاظ على خطها التحريري مع خلق شبكة برامج قارة تستجيب ورغبات المستمعين والإمكانيات المتاحة.

“خميس ورزازات” و”ارسال” و”همسات إبداعية” و”عيون لا تنام” و”أماسي السمر” و”صدى الجنوب” و”إهداءات” وغيرها تشكل شبكة برامج “صوت ورزازات” والتي يقوم بتنشيطها طاقم شاب متطوع يتميز بحيويته وقدرته على اقتراح برامج تلائم خصوصية المنطقة زيادة على حسن تدبر وتنسيق هذه البرامج.

خلق فضاء للتكوين لطاقم الإذاعة وتحديث الإمكانيات التقنية من أجل جودة المنتوج على مستوى الصوت والبحث عن مصادر التمويل كانت من بين الأهداف الرئيسية التي “كنا نفكر فيها”، يؤكد هوزان، وذلك من أجل توسيع قاعدة المستمعين وضمان الاستمرارية. وبالفعل تمكنت “صوت ورزازات” بلوغ بعض غاياتها من خلال توسيع قاعدة المستمعين ليصل في ظرف سنة ونصف إلى أزيد من 100 ألف ولوج للراديو، كما أنها تمكنت خلال سنتها الثالثة من احداث قناة تلفزيونية بعد ما تم إطلاق موقعها الرسمي على شبكة الأنترنيت.

خلال عمرها الذي لم يتجاوز أربع سنوات استطاعت “صوت ورزازات”، يؤكد هوزان، أن تثبت لها موقعا متميزا في ساحة الإعلام المحلي، وهي حريصة على أن تحافظ على ما تميزت به في بدايتها من الاستقلالية و الموضوعية والمصداقية، معربا عن الأمل في “خلق شبكة من الإذاعات المحلية بالجهة قادرة على التفاعل مع محيطها وإبراز ما تختزنه من ثروات طبيعية وبشرية ومعمارية”.

وخلص هوزان إلى أن إذاعة “صوت ورزازات” على الرغم من الإكراهات والمعيقات التي اعترضت مسار تجربتها فهي تظل “محطة إذاعية ناشئة وواعدة أعطت معنى جديدا للإعلام الإلكتروني، وتقدم نموذجا على إمكانية استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في لقاءات ذات فائدة .




المصدر: و.م.ع