محسن الاكرمين - جديد انفو

انحباس المطر بالمغرب شكل منذ قرون ولت البعبع الذي يقض مضاجع الفلاحين على الخصوص ، وعموم المواطنين على السواء . قطرة ماء السماء لها مفاتيح خزائن سيدنا يوسف بين السنوات المطيرة و السنوات التي تقبض فيها السماء ماءها .

المغرب لحد كتابة هذه السطور يتخوف من مرور موسم الحرث (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته) . كل المغاربة يتحدثون بحسرة عن أمر انحباس المطر . ولكل واحد منا تعدد مرجعية مسألة انحباس المطر . فعند الشيخ (رجل الدين ) فهو عقاب من الله العلي القدير على ما اقترف من ذنوب ، ومن إكثار للمعاصي واستفحال متزايد للمنكرات ... بدليل قوله الله تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف الآية 96...
إنها عقوبة انحباس المطر بالتعجيل من الله ، لا لسبب إلا لركوب العباد مسار الفسق والفجور ،وترك الواجبات من صلاة وزكاة... وغيرهما من الأركان والواجبات الركيزة بالدين الإسلامي . والحل بيد العباد ، ولن يرفع الله عنهم سخطه وغضبه إلا بالتزام التقوى والاستغفار والرجوع إلى منبع الدين بصورته الأولية الصافية .

فيما الرأي الموالي لا ينكر الأسباب الدينية أو يتجاهلها ، لكنه يركب على العوامل الطبيعية والتقلبات المناخية كظواهر طبيعية يخضع لها طقس الأرض... ، ويستندون على مقولة أن سنوات الجفاف بالمغرب تفوق عددا السنوات المطيرة .

هنا عرضت مسألة انحباس المطر على صديق عتيد من الصنف السياسي ، و تابعت رأيه باهتمام وهو يحلل الأمر من وجهة نظر الأفكار الإيديولوجية المعارضة !!! يحكي ، فيما مضى ونحن صغارا خرجنا غير ما مرة إلى الأزقة ونصيح بأعلى أصوات حناجرنا " آسبولة عطشانا ،اسقيها أمولانا " ... براءة خروجنا العفوي والطوعي إلى الشارع ودون ترخيص مسبق من السلطة الوصية لوزارة الداخلية ، حيث يتم رشنا بالماء وتبتلُ ثيابنا من أهالينا وناس الحي قبل هطول الأمطار عليها . إنها عادات الصبيان العفوية، وعرفية الفعل الاجتماعي بمنتهى المرجعية الدينية (الوسيطية بين الدين المعياري والأفعال الاجتماعية ) . الآن ورئيس الحكومة يتحدث غير ما مرة عن بركة الحكومة الحالية في انتظامية سقوط الأمطار بالمغرب ، فإن السنة الأخيرة من عمر الحكومة ليست لها بركة على المغاربة غير الزيادة في أسعار الماء /الكهرباء / السكر ... والمسيرات الطلابية ... مسيرة الأساتذة المتدربين الأحد القادم بالرباط .... سلخ المتظاهرين وتوزع دم اساتذة الغد بين الوزارات ، ..... وتحرير لسوق المحروقات... وتركنا لقمة مستساغة بنواجذ (كارتيل) الشركات الكبرى ....

وتساءل بعفوية (ماكرة) لما لا يخرج الأطفال في مسيرات لطلب الغيث المائي الرباني ؟ لما لا نرجع انحباس المطر الى النفاق السياسي والبرامج الحزبية الكاذبة ؟ لما الطبقة الشعبية هي من يخنقها جفاف السماء عن السحب ؟ لما لا نرجع انحباس المطر إلى الألسن السياسية الفاسدة والتي تفسد علينا أمور ديننا ودنيانا وتحبس رحمة السماء علينا بالمطر ؟.
النية أصدق و أوفى ، حين أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن صلاة الاستسقاء ستقام بالمصليات والمساجد الجامعة بمختلف جهات وأقاليم المملكة يوم الجمعة 22يناير 2016 (المرة الثانية خلال هذا الموسم الفلاحي ) على الساعة العاشرة صباحا ، وذلك تنفيذا للأمر المولوي السامي لأمير المؤمنين الملك محمد السادس.

وفي ما يلي نورد نص البلاغ الذي أصدرته الوزارة بهذا الخصوص :

جريا على سنة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء كلما انحبس المطر قرر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره إقامة صلاة الاستسقاء تخشعا وتضرعا إلى الباري جلت قدرته، أن يسقي عباده وبهيمته، وينشر رحمته، ويحيي بلده الميت، فهو سبحانه وتعالى الملاذ والمرتجى، »وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته«،

وتنفيذا للأمر المولوي السامي ستقام صلاة الاستسقاء بالمصليات والمساجد الجامعة بمختلف جهات وأقاليم المملكة يوم غد الجمعة (11ربيع الثاني1437هـ موافق22يناير2016) على الساعة التاسعة والنصف صباحا.
حفظ الله سيدنا الهمام بما حفظ به الذكر الحكيم وجنب البلاد شح المطر وجدب السنين، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وحفظه في باقي أفراد أسرته الملكية الكريمة.