محسن الاكرمين - جديد انفو
إذا كانت مراتب المغرب إقليميا ودوليا في مجال التعليم والصحة متدنية في ذيل الترتيب ، فإنه في مجال المعيشة (الأكل )، حل المغرب واحتل المركز الثاني بجدارة على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كأغلى سعر للطعام والأكل . الكلام ليس منقولا من بيانات نقاباتنا أو خرجات أحزابنا السياسية ، بل هو نتاج دراسة بريطانية جديدة.
فالقفة الإستهلاكية اليومية تجعل من المغاربة يحتلون المرتبة الثانية بعد دولة فلسيطين، والتي احتلت الرتبة الأولى كدولة لأغلى سعر للطعام على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
حيث كشفت الدراسة البريطانية أن الطعام بالمغرب يستهلك 86.4 % من الدخل الإجمالي الشهري في حدود أربعة أفراد . فيما الأولويات الاستهلاكية الغذائية المغربية فقد حصرت في منتجات أساسية، الخبز/السكر /الزيت / الخضر / اللحوم / الألبان ومشتقاتها /الفواكه لمن استطاع إليها سبيلا ...وفي كشف اللائحة يتضح أنها تحتوي على الضروريات الأساسية لعيش لا يضمن عموم الكرامة التامة ،والعيش الكريم، من تم نخرج المغاربة من خانة التبذير إلى وضعية غلاء المعيشة وجمود الأجور والعطالة التسويفية الممنهجة تجاه الشباب.
هنا، لنا الحق في تكذيب مقولة أن المغرب بلد فلاحي وله واجهتين بحريتين، لأن لو كنا كذلك لكانت معيشتنا في المستوى المعقول، وبالرخاء السليم . ولمعرفة الحيف الموجه على ميزانية الأسر المغربية الشهرية نلتمس الحقيقة من المقارنة مع دول مجاورة لنا، لتوضيح تعاسة المغاربة بالكي مع الغلاء . فقد بلغت كلفة الطعام/الأكل في تونس نسبة 42.5 % من المصروف الأسري الشهري ، وفي مصر بنسبة 33.5 % من الدخل الشهري، وفي الأردن بنسبة 31.7 % كذلك ، أما في الجارة الجزائر فبلغت كلفة الأكل فيها 17.4 % من الدخل الشهري.
قفة الأكل الشهرية تلتهم 86.4 % من الدخل الشهري للمغاربة ، والباقي من الدخل الشهري يصرف على الصحة والتعليم والتضامن العائلي وغيره من الحاجيات اليومية .وتبقى الأساسيات تسيطر على الاستهلاك . فيما، ما يصطلح عليه الكماليات فالمغاربة بحسهم الاجتماعي يسعون دائما إلى تجميل الحياة، ولو بالبساطة التامة البعيدة عن الإسراف ، هنا لا نتحدث عن بذخ القلة الميسورة المتحكمة في الاقتصاد الوطني .
الموازنة بين قفة المعيشة والرواتب الشهرية عبر سلم متحرك ، كان من بين المطالب الأصيلة التي طرحتها النقابات على الحكومات السابقة والحالية،غير أن ذلك المطلب يقبر في المهد بزيادات هزيلة ، وتسحب بالضرائب و(TVA) ، والزيادات في المواد الغذائية ،و بتحرير الأسعار (المحروقات) ، أو تخفيض و رفع الدعم عن صندوق المقاصة .
انه مغرب المتناقضات الوفي للسلم الاجتماعي ، فيما طجين الأكل يلتهم 86.4 % من الدخل الشهري، فالخوف هو انكسار الطجين الحامي ،وفي السماء تلحظ -(شقوفو) - أجزاؤه تطير، حينها يصعب علينا الرجوع إلى السلم الاجتماعي مع حكومة فصلت التكوين عن العمل (الأساتذة المتدربون ) ،وسدت باب التوظيف ،وجمدت الأجور، وزاد ت في الأسعار الكلية مباشرة أو بالطريقة (الحديدانية ) غير المباشرة، وحررت المحروقات، وحتى التقاعد زادت من سنه وقللت من عوائده . فأية سلمية نتجه إليها ؟.