جديد انفو - متابعة
توصلت جديد انفو بمقال من الفاعل الجمعوي والمستشار السابق بالمجلس الجماعي لمصيسي بإقليم تنغير السيد زايد بن يدير يتحدث فيه عن " تحذيرات استبقَت "فاجعَة مصيسي" وأهملهَا مسؤولون " وعن مجموعة من الاقتراحات لمسؤولي وزارة التربية الوطنية بالجهة والمجلس الجهوي لدرعة تافيلالت والإقليمي لتنغير والمجلس المحلي بالجماعة الترابية لمصيسي ..
وهذا نص المقال :
زايد بن يدير
" أستهل هذا المقال بتجديد تقديم أحر التعازي والمواساة والصبر لأسرة التلميذة الفقيدة ببوديب التي وري جثمانها الثرى يوم 12 مارس 2016، وأتمنى الشفاء العاجل لجميع ضحايا فاجعة وكارثة حادثة سير الطريق الإقليمية رقم 7110، الطريق التي لم نجني منها إلا المزيد من العزلة وليس فكها عنا: 3 معتقلين من دوار فزو وهم لازالوا قابعين في السجن المحلي بالرشيدية، وحالة وفاة و47 تلميذا معطوبا و حالات خطيرة هشمت عظامهم وأصيبت عيونهم ومزقت جلودهم وبترت يد أحدهم، ظننت هذه الأيام أنني أتواجد في جبهة حرب وبجانبي أجساد نحيفة تناثرت أشلاؤها يمين وشمالا، رائحة الموت تفوح من بين أسرة التلاميذ الجرحى بمستشفى مولاي علي الشريف، الجرح الجلدي قد يندمل بسرعة لكن النفسي قد لا يندمل أبدا، لذلك لن أنسى تلك الجملة التي اخترقت قلبي كالسيف لما سمعتها من التلميذ (م إ) وأنا بجوار أبيه " أبي كيف سأكتب بعدما أن بترت يدي اليمنى؟" جملة حرق لهيبها عيون الحاضرين وأبكت الزائرين وحتى الأطقم الطبية. نخشى أن يندمل جرح قلب الآباء وتموت وتقبر أحلام هؤلاء التلاميذ بعد هذه الصدمة.
فالتلاميذ لا ذنب لهم سوى طلب العلم، والحاجة الملحة جعلتهم يتنقلون عبر شاحنات نقل المعادن لسنوات في منظر غير انساني بئيس يعبر عن اللامبالاة والاقصاء لفئة من التلاميذ هم مهمشين أصلا بقساوة الطبيعة، ولعل هذا الحدث الأليم الذي هز مشاعرنا وطنيا ومحليا جعلني أسائل ضميري ونفسي ومدى علاقتي بما حدث كمستشار جماعي سابق ومعارض وحيد بالمجلس الجماعي لجماعة مصيسي (2009-2014). وكانت النتيجة أنه لما تصفحت أرشيف بعض الطلبات التي وجهتها إلى المسؤولين بعمالة تنغير، عثرت على طلب مرفق بصور قد سلمته يدا بيد لعامل سابق (أ. ل) بتاريخ 04-11-2014 خلال اجتماع كان مفاده هو دراسة بعض شكاياتي المتكررة عن المجلس، حدرته مما قد يحدث للتلاميذ بالمسلك الطرقي 7110، وطالبته بالسهر على الاستغلال الأمثل للنقل المدرسي الوحيد بالجماعة بعدما أن رفض الرئيسين السابقين (ل.ب) و(أ. ب) تخصيصه في نهاية الأسبوع لنقل التلاميذ الذين هم طريحي الفراش اليوم بمستشفى مولاي علي الشريف (أنظر الطلب والصور رفقته) وفض اللقاء بأنه سيتم تخصيص سيارتين للنقل المدرسي لهاته الدواوير في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ولازلت أنتظر حتى اليوم، والعامل أحيل على التقاعد والتلميذة أحيلت لمثواها الأخير والأحياء منهم معطوبين.
لذلك أقول للصغيرة المتوفية تغمدها الله بواسع رحمته وأدخلها فسيح جناته وللجرحى والمعطوبين استسمحكم أمام الله إن قصرت من جهدي، واللهم قد بلغت المسؤولين قبل حدوث الفاجعة منذ 2014 ولو كان ذلك قدر الله، وبإمكانكم الرجوع إلى أرشيف دورات المجلس ومداخلاتي حول النقل المدرسي وسيارات الإسعاف التي اعتبرتهما من بين الأولويات إلى جانب ترميم بعض الأقسام المهددة بالسقوط والرفع من المنحة المقدمة لجمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ اعدادية ابن خلدون.
ولجعل هذه الجروح النفسية تندمل بسرعة في نفوس التلاميذ الأحياء منهم ولأسرهم، نقترح تخصيص حصص للدعم النفسي وللمشرفين عليهم بالمستشفى، لاسيما أن بعضهم لازالوا في غيبوبة والدموع لا تفارق جفون عيونهم وهم يتآزرون فيما بينهم ويطرحون تساؤلات حول متابعة دراستهم وبأي يد سيكتبون دروسهم مستقبلا وهل سينجحون و و و؟ وبعضهم يتساءل عن سبب تواجده بالمستشفى، أين أنتم يا جمعيات المجتمع المدني "ما تقيش ولدي" "ما تقيش تلميذي" هلا سمعتم بهذه الفاجعة أم لا، ماذا قدمتم لهؤلاء الأجساد النحيفة من دعم نفسي ومعنوي بالمستشفى. أم تنتهزون فقط "الهفوات اللاإرادية" لنساء ورجال التعليم للركوب عليها إعلاميا والنفخ من حجم بالوناتكم السياسية واستغلالكم للعمل الجمعوي؟ ألا يستقيل في مثل هذه الأحداث مسؤولي القطاعات الحكومية المعنية في دول تحترم مواطنيها؟ ومسؤولي الجماعات الترابية وقد أعلنها مستشار جماعي البارحة مشكورا؟
تفعيلا لبنود ميثاق المسؤولية الذي وقعه مسؤولي الوزارة وهو بمثابة تعاقد أخلاقي وإداري بين الوزارة والمسؤولين الجهويين والإقليميين حيث جاء في أحد بنوده " الحرص على ضمان الاستفادة العادلة والمنصفة والمتكافئة من فرص التعليم بين مختلف الأطفال وبين مختلف المناطق الجغرافية التابعة للنفود الترابي للأكاديمية الجهوية بعيد عن أي اعتبارات لا تربوية...وخاصة بمناسبة برمجة البناءات المدرسية وتقديم خدمات الدعم الاجتماعي وتوفير النقل المدرسي... " .
فنقترح على مسؤولي وزارة التربية الوطنية بالجهة ما يلي:
- التعجيل إن كانت تسمح معطيات الخريطة المدرسية بطيعة الحال وهو الحل المثالي بفتح نواة لإعدادية ابن خلدون بمركزية مجموعة مدارس فزو لأن الفتيات والتلاميذ القرويين بهذه الدواوير (تازولايت –بوديب –- أيت وعمر- إجيال – ازغي – ايت علا –ايت يشو –ايت كاوي –ايت بولمان –ايت احساين – الحفيرة) ينقطعون عن الدراسة، والطامة الكبرى أن بعض الأمهات بالمستشفى يؤكدن ذلك فور مغادرتهن له، حيث قالت إحداهن "إذا كانت نتيجة تعلم ابني هو بتر يده فأفضل أن يبقى أميا بيديه"
- التعجيل ببناء القسم الداخلي بثانوية ابن خلدون بمصيسي الذي أنجزت دراساته التقنية منذ سنوات مضت، لأن غيابها أدى بالآباء إلا تكديس أبناءهم في "كراجات" لا تصلح حتى للحيوانات وينامون فيها كالسردين المعلب ولا يتعلمون بداخلها إلا التعاطي للتدخين ولعب الكارطة المسلية؛
- ايجاد حل لمشكل عدم استفادة تلاميذ جماعة مصيسي من الدعم المالي ببرنامج تيسير المخصص لتشجيع تمدرس أطفال الطبقات المعوزة مع العلم أن الجماعة تجاور أفقر جماعة ترابية على الصعيد الوطني، ألا يمكن تصحيح هذه الإحصائيات البشرية الخاطئة وجبر ضررهم؟ التي جعلت جماعتنا تضاهي جماعة الرياض وسيدي بليوط في مواردها المالية؛
-التعجيل بتعويض البناء المفكك كي لا نكون أمام فاجعة جديدة بمجموعات مدارس الجماعة وفرعياتها لأن أغلبها مهددة بالسقوط فوق رؤوس التلاميذ. وتأهيل المؤسسات التعليمية بالمنطقة وتزويدها بالأدوات الضرورية من نقل مدرسي وتعميم للمنح و كراسي وطاولات وسبورات ومعينات تربوية.
- تخصيص امتياز إيجابي من لدن المجلس الجهوي لدرعة تافيلالت والإقليمي لتنغير والمجلس المحلي بالجماعة الترابية لمصيسي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية لإقليمية للوزارة لساكنة هذه المناطق جبرا للضرر الذي لحق بأسرهم من جراء هذه الفاجعة والكارثة بكل المقاييس؛
وأختم بتقديم الشكر الجزيل لكل من زارنا بالمستشفى (لأن هذا المصاب الجلل أصاب ابن أختي) وأخص بالذكر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين درعة تافيلالت والمدريتين الإقليميتين للوزارة بتنغير والرشيدية، وطلبة كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية (MCA) وساكنة جماعة مصيسي من مختلف دواويرها والتي تتوافد على
التلاميذ الراقدين خلال أوقات الزيارة بالمستشفى. وبدون أن أنسى المواقع الإلكترونية المسؤولة التي تغطي هذا الحدث الوطني وعلى رأسها الموقع الإلكتروني الرائد بجهة درعة تافيلالت " جديد انفو " ، والأطقم الطبية التي تقوم بمجهوداتها حسب الظروف المتاحة، وأطقم الهلال الأحمر (تنغير – النيف) وسائقي سيارات الإسعاف، وكل من ساهم من بعيد أو قريب في وقف نزيف هؤلاء التلاميذ الأبرياء ولو بالدعاء لهم بالشفاء "
واليكم نص الرسالة التي وجهها الفاعل الجمعوي والمستشار السابق بالمجلس الجماعي لمصيسي بإقليم تنغير السيد زايد بن يدير بتاريخ 04 نونبر 2014 الى عامل سابق على إقليم تنغير في موضوع : " طلب في شأن طريقة استغلال سيارة النقل المدرسي بالجماعة القروية ":
تنغيرفي : 4 - 11 - 2014
من السيد : زايد بن يدير
مستشار جماعي بالجماعة القروية مصيسي
دائرة النيف
إقليم تنغير
إلى السيد : عامل صاحب الجلالة على إقليم تنغير
الموضوع : طلب في شأن طريقة استغلال سيارة النقل المدرسي بالجماعة القروية
المرجع : دليل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
سلام تام بوجود مولانا الإمام دام له النصر والتأييد
وبعد،
علاقة بالموضوع المشار إليه أعلاه، وضمانا للحق في تعلم الفتاة القروية عبر الاستغلال الأمثل لسيارة النقل المدرسي التابعة للجماعة القروية بمصيسي، وبالصدفة وبعد مروري بالنقطة الكيلومترية الفاصلة بين المسلك القروي المؤدي إلى الدواوير التالية :تازولايت، وبوديب، وازغي، وأيت يشو، وأيت كاوي، وأيت بولمان، وأيت حساين، والحفيرة، فوجئت بتلميذات وتلاميذ في قارعة الطريق الوطنية 12 وهم ينتظرون من يوصلهم إلى منازلهم، وبعد اتصالي هاتفيا برئيس الجماعة القروية حول إمكانية إرسال النقل المدرسي لتأمين وضمان وصول التلاميذ إلى منازلهم في أمان واطمئنان من أي اغتصاب واستغلال، للأسف كان جوابه بأن السيارة المعنية خصصت فقط للدواوير المجاورة للجماعة. وأحيطكم علما أن آخر فتاة قروية لم تصل إلى دوار فزو إلا بعد الثانية عشر ليلا.
لذلك نطلب منكم سيدي العامل، التدخل العاجل لضمان الاستغلال الأمثل للنقل المدرسي بالجماعة ونقل متعلمي الدواوير السالفة الذكر إلى منازلهم بعد نهاية الحصة المسائية كل سبت وإرجاعهم صبيحة يوم الاثنين.
تقبلوا سيدي العامل فائق عبارات التقدير والاحترام
والسلام
المرفقات:
- صور التقطت للتلميذات والتلاميذ وهم في انتظار عابر سبيل لإيصالهم إلى منازلهم سنة 2014 .

تلاميذ ينتظرون من يشفق من حالهم لإيصالهم إلى منازلهم (30كلم) والمنظر يتكرر كل يوم جمعة


بعض تلميذات (مستوى الأولى اعدادي) في انتظار المجهول لنقلهن إلى منازلهن
ملحوظة : الصور التقطت لهذا الغرض ولم تستغل في أي شيء يضر بهم.