امغاري زهور- جديد انفو
يرتفع عدد حالات التسمم الناتجة عن لسعات الأفاعي والعقارب خلال فصل الصيف بشكل ملحوظ، خاصة في المناطق الريفية، ما يثير قلقًا صحيًا متزايدًا.
ويعود هذا الارتفاع إلى تأثير ارتفاع درجات الحرارة التي تدفع هذه الزواحف والحشرات السامة إلى الخروج من مخابئها بحثًا عن الغذاء وبيئة أكثر ملاءمة، مما يزيد من فرص تلاقيها مع الإنسان.
كما تساهم الطبيعة البيئية لبعض المناطق، ولا سيما المنازل التقليدية المبنية بالحجارة والطين، في توفير أماكن ملائمة للاختباء لهذه الكائنات، مما يعزز من احتمالية التعرض للدغات ولسعات مؤذية.
وتبلغ هذه الظاهرة ذروتها خلال أشهر الصيف الممتدة من مايو إلى أكتوبر، حيث تزداد حالات لسعات العقارب ولدغات الأفاعي بشكل ملحوظ، ما يستوجب من الجهات الصحية اتخاذ إجراءات وقائية واستباقية فعّالة.
ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية تعزيز التنسيق بين المصالح الحكومية والجماعات المحلية لتوفير المعدات الطبية واللقاحات الضرورية، إلى جانب إطلاق حملات توعوية وتحسيسية تهدف إلى تقليل المخاطر وحماية السكان، خصوصًا في المناطق الأكثر عرضة. وبالتالي، هل تكفي هذه الخطوات لمواجهة تصاعد هذه الظاهرة وضمان سلامة المواطنين؟
♦عوامل بيئية وسلوكية وراء لسعات العقارب
عزت الدكتورة غزلان العوفير، الطبيبة المتخصصة في التسمم واليقظة الدوائية بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، ومسؤولة عن برنامج لسعات العقارب بالمركز، أن ارتفاع حالات التسمم الناتجة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي خلال فصل الصيف إلى عوامل بيئية وسلوكية متداخلة.
وأوضحت الدكتورة غزلان، في تصريح صحفي، أن العقارب تنشط بكثرة في الأشهر الحارة، بينما تقل تحركاتها خلال فصل الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة.
وأكدت أن هذه الكائنات، بفضل قدرتها على التكيف مع الحرارة والبرودة، تبحث خلال الصيف عن أماكن أبرد ومصادر غذاء خارج مخابئها.
وأشارت إلى أن العقارب تتسم بكونها كائنات فوتوفوبية، أي أنها تتجنب الضوء وأشعة الشمس، لذا تفضل الاختباء نهارًا تحت الأحجار، أو داخل الملابس، أو الأحذية، أو الشقوق، أو في أي مكان بارد ورطب.
وذكرت الدكتورة أن العقارب تنجذب إلى المنازل بسبب وجود الرطوبة والبرودة ووفرة الحشرات مثل البعوض والعناكب والنمل، والتي تشكل غذاءها الأساسي.
وأبرزت أن تحركات العقارب تكون ليلاً، عندما تنخفض درجات الحرارة، فتتجه إلى الأماكن الباردة داخل البيوت للتغذية على هذه الحشرات، مشيرة إلى أن 70 بالمئة من لسعات العقارب تحدث خلال الصيف، لا سيما في المناطق القروية التي تحتوي منازلها التقليدية المبنية بالحجارة أو الطين على مخابئ مثالية لها.
وأضافت أن اللسعات تحدث طوال السنة، لكنها تبلغ ذروتها بين شهري ماي وأكتوبر، مع تصاعد ملحوظ خلال يونيو ويوليوز وغشت.
وحول لدغات الأفاعي، قالت الدكتورة إن ارتفاعها خلال الصيف يعود أيضاً للظروف المناخية التي تدفع هذه الزواحف للخروج من جحورها بحثاً عن الطعام أو الأماكن الملائمة، وتحدث غالباً في المناطق الريفية عندما يقترب الإنسان من بيئتها الطبيعية دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
♦إحصائيات حالات اللسعات واللدغات
أوضحت الدكتورة أن المغرب يشهد سنوياً، بحسب بيانات المركز، نحو 25000 حالة لسعة عقرب، مع تفاوت بسيط حسب الظروف المناخية والبيئية.
وأظهرت أن عام 2023 شهد تسجيل حوالي 22000 حالة لسعة عقرب و23 حالة وفاة، مؤكدة وجود تراجع في دقة تسجيل الحالات بعد جائحة كورونا، ما استلزم جهوداً لتحسين نظام الإبلاغ.
وأشارت إلى أن 90 بالمئة من هذه الحالات تُعد لسعات بسيطة، تُعرف باللسعة البيضاء، وتشبه جرحًا حادًا يسبب ألمًا موضعيًا وانتفاخًا واحمرارًا طفيفين، في حين تُعتبر 10 بالمئة المتبقية حالات تسمم.
المصدر: شفاف