زايد جرو + سعيد وعشى - حاسي البيض / جديد أنفو
حاسي البيض بجماعة الطاوس لا تبعد عن مرزوكة إلا ببعض الكيلومترات، هي منطقة سياحية بامتياز برمال نقية واستقبال يليق بالمقام بواحة ينساب فيها ماء عذب بارد سلسبيل، والمَسير بين أشجار النخيل بها يشعرك بأن الطبيعة ما زالت على طبيعتها، الهدوء في الهدوء والأمان في الأمان . لكن كلما توغلت أكثر جهة الشرق والشمال داخل الواحة إلا وينتابك إحساس آخر مخالف للأول لأن الواحة بدأت تهاجمها الرمال من الجوانب، والنخيل لبست اليبوسة، والأراضي التي كانت بالأمس تنتج ما يسد الرمق من خضر طازجة "بيو " ومأكولات للبهائم تحول بعضها لكثبان رملية.
الفلاحون التقليديون أعياهم العمل والجد والكد وغسل محياهم العرق من أجل إيقاف الزحف المهاجم بالوسائل التقليدية وما يقومون به تكفيه زوبعة رملية مسائية لإعادة الأمور لحالها، وفي لقاء مع هؤلاء الفلاحين حالهم يُبكي العين ويكسر الخاطر لأنهم عملوا كلما ما في الوسع لإيقاف الموت الذي يهاجم الحياة المخضرة، لكن الطبيعة الصحراوية الجافة قهرتهم وكانت الاقوى، وإن لم تتدخل الجهات المعنية فالأكيد أن الرمال ستأتي على الأخضر واليابس .
الساكنة جميعها تراقب التصحر القوي، والعين بصيرة ومازالت تتوسم الخير في مستقبل واحتها التي صمدت سنين طويلة في مقاومة الجفاف، وبسواعدهم غرسوا بها أشجار نخيل طرية تمتص وتتذوق بالكاد طعم مياه شحيحة من جوف الرمال فنمت وعلت بشق الأنفس فأنفقوا الأموال وبعض عائدات السياحة لتبقى واحتهم واحة مخضرة الأطراف فكلفهم الفعل التعب الذي ما بعده تعب .
والذي يؤسف له حاليا أن هذه الأشجار بدأت تندب حظها من التصحر الزاحف وسيؤثر الوضع لا محالة على الانتعاش السياحي الذي تشتهر به المنطقة، وفي لقاء لجديد انفو مع بعض فلاحي المنطقة فإنهم يناشدون الجهات المسؤولة للتدخل لوضع برنامج استعجالي لإنقاذ الواحة وإعادة البسمة لعدد من الفلاحين الذين تأكل أراضيهم الفلاحية الرمال يوما بعد يوم .
كامير جديد انفو انتقلت الى واحة حاسي البيض وانجزت الربورطاج التالي: