أحمد بيضي
بعد نفاذ صبرهم حيال مظاهر الاجتثاث والتهريب التي تتعرض له الثروة الغابوية بتقاجوين، إقليم ميدلت، أكد مصدر مطلع ل "الاتحاد الاشتراكي" أن مجموعة من سكان المنطقة قرروا، يوم الأحد الماضي 3 أبريل 2016، الخروج من ديارهم في مسيرة احتجاجية باتجاه النقاط الغابوية التي طالتها جرائم التخريب والندمير، منها أساسا "غابة إيديكل"، وموازاة مع ذلك لم يفت المحتجين الاستعداد لتعميم بيان في الموضوع وإشهار ملصقات على حيطان المنطقة تفضح حجم الدمار الغابوي واستنزاف شجر الأرز.
وقد عرف التحرك السكاني، حسب مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، استنفارا فوريا لدى السلطات المحلية وإدارة المياه والغابات والقوات المساعدة، هذه الجهات التي نزلت بقوة لاحتواء القرار الذي اتخذه سكان تيقاجوين، وتهدئة الوضع من خلال حوار ووعود مع السكان الذين كانوا، وفق برنامج معركتهم، سيعملون على إسقاط ما تبقى من أشجار الأرز، كشكل يعبرون به عن حجم غضبهم إزاء استمرار الساهرين على حماية هذا الموروث الطبيعي في التستر واللامبالاة تجاه ما تتعرض له الثروة الغابوية.
وعلى هامش ذلك، تم عقد لقاء طارئ بشأن الأمر، جمع عدد من ممثلي السكان وفعاليات جمعوية بالمدير الإقليمي للمياه والغابات، حيث تم تناول مجموعة من النقاط التي طالب الحاضرون برفعها لعامل إقليم ميدلت من أجل مناقشتها ودراستها، ومنها أساسا العمل على عقد اجتماع موسع بمقر عمالة الإقليم تحضره كل القطاعات المسؤولة، من المياه والغابات والسلطات المحلية والدرك الملكي وجهاز القضاء والجماعة القروية والمجتمع المدني، والقيام بتقسيم غابة ايديكل إلى أربع مناطق، على أساس أن يعمل المسؤولون على توفير عون غابوي (مخزني) بكل واحدة منها، إضافة إلى حارس معين من دوار تيقاجوين.
وصلة بالموضوع، شدد الحاضرون على ضرورة التحاق التقني المسؤول عن المركز بمقر عمله وإقامته، مع العمل على إنشاء حي صناعي بتونفيت يضم جميع آلات النجارة بهدف تسهيل مراقبتها والحد من أنشطتها المشبوهة والسوداء، في حين لم تفت مطالب اللقاء الإصرار على تحريك ملفات المخالفات الغابوية والتعجيل بتنفيذها، وينتظر السكان حاليا الإعلان عن تاريخ "اجتماع العمالة" للحسم في هذه النقاط بغاية الحد من نزيف أعمال النهب الغابوي المستمر والجاري بشتى الوسائل.
المصدر: الاتحاد الاشتراكي