أحمد بيضي - خنيفرة / جديد انفو

في بادرة إنسانية استحسنها الكثيرون، نظم المجلس العلمي المحلي بخنيفرة، يوم الخميس 28 أبريل 2016، عرسا جماعيا، بإحدى قاعات الأفراح، لفائدة 12 زوجا من شباب الإقليم، وذلك بتنسيق مع جمعية الإخلاص ومساهمة بعض المتطوعين والمحسنين، وهي مبادرة جعل منها المجلس العلمي المحلي عملا إنسانيا من باب عدم حصر أنشطته فقط في الإفتاء وتنشيط الحياة الدينية، كما أنها ليست جديدة على عادات المجلس المحلي، بل سبق له تنظيمها في سياق مبدأ تشجيع الشباب على الزواج وتأسيس أسر مستقرة في عش من الإحصان والعفاف،  بعد تسجيل ما يؤكد العزوف الواسع عن الزواج للأسباب المعروفة والمتشابكة انطلاقا مما هو اقتصادي، اجتماعي وثقافي.

وقد جاء العرس الجماعي بعد عقد قران العرسان بتوثيق الزواج، وسبقته كل الترتيبات والاستعدادات الضرورية حتى يمر في الأجواء الاحتفالية التي تتطلبها طقوس وأعراف العرس المغربي الأصيل، من قبيل ملابس العروس وإعداد الحلويات والهدايا المختلفة وولائم العرس ب "التريتور" و"النكافات" والنقاشات بالحناء، حيث مرت مراسيم الحفل بتهيئة العرسان في حضور المئات من أفراد العائلات والمدعوين والمدعوات، ومرشدات وعضوات الخلية المكلفة بشؤون المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي، وكان الحفل بحق مناسبة حاملة لكل أجواء الحميمية والفرح المتميز.

ولم يفت رئيس المجلس، الدكتور المصطفى زمهنى، خلال العرس الجماعي، التقدم بكلمة أكد فيها محاسن الزواج والغاية منه، ومقومات السعادة الزوجية المنشودة بالنظام المرتكز على تعاليم الدين الإسلامي، ومفهوم المعاشرة بالمعروف والأسرة السليمة، داعيا للعرسان بحياة زوجيه سعيدة وموفقه، تلتها كلمة منسقة اللجنة الاجتماعية، ذ. فوزية الشامخ، التي أبرزت دواعي المبادرة التي ترسخ مفاهيم التكافل الاجتماعي ومعاني الألفة والمحبة بالضوابط الشرعية، علما أن المجلس المحلي كان قد مهد للمناسبة، خلال نهاية مارس الماضي، بمنتدى موسع في موضوع الأمومة ودورها في التماسك الأسري.

وبينما لم يفت الأستاذ المحاضر بكلية الشريعة بفاس، ذ. إدريس الخرشافي، المشاركة في الحفل بعرض حول الزواج في الإسلام من خلال ورقة تحت عنوان "من هدي السنة والقرآن في الإحسان والإحصان"، مر العرس الجماعي في جو بهيج وسط أنغام فرقة ترانيم الفؤاد للأمداح النبوية والأناشيد الدينية، فضلا عن جملة من القراءات القرآنية لعدد من الأئمة، ليتبرع المجلس العلمي على كل زوجين بأظرفة مالية، قبل مفاجأة الجميع بإحدى النساء المحسنات وهي توزع على العرائس خواتيم من ذهب تقديرا منها للمبادرة الرائعة.