زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

الرحل بالجنوب الشرقي يعيشون على مر السنة بين الترحال والتنقل مرة يجود الغيث وينمو العشب  وتخضر الفيافي  ويكثر العطاء  فيستقرون لمدة بمكان واحد ومرة يشح الزمان ويضن العيش ويرحلون بحثا عن حياة  افضل  في مكان آخر .

وشهر رمضان عند الرحل له طابعه الديني الخاص رغم الحرارة ورغم التفرد فهو امتداد للتواصل وتأصيل للعادات القديمة من صلة الرحم وتكافل اجتماعي وليونة في التعامل واستنبات قيم مبنية على الصبر والتوادد.

بالطريق المؤدي إلى بوعرفة  من الرشيدية  بجانب الطريق تجد رعاة أنهكهم العطش وأتعبهم الجوع طول اليوم وهم يهشون بالعصي على غنمهمأو إبلهم من أجل توجيهها لبعض النباتات الشوكية  التي نبتت على حواف الطريق تمر بجانبهم السيارات ويسلمون ويكلمون طواعية وينتظرون  التوقف أحيانا  للسلام أو لأخذ صور معهم.

عاداتهم في رمضان تبدأ بالتبضع قبل  حلول الشهر بقليل بشراء مختلف أنواع العدة من الزيت والسكر والطحين  وفطورهم  يعتمد في وجبته على ما تجود به  المواشي  من الألبان  و من خلال إنتاج وتصنيع ما يسمى  "تكليلت" التي تصنع من اللبن المغلى الذي يوضع في قماش نظيف حتى تنخفض درجة حرارته ويمزج بالتمر الذي تنزع منه عظامه ويتم تناوله مع الحليب واللبن  وحين يكون إنتاج تكليلت وافرا يتم تخزينه لأيام عجاف .

التمر من مستلزمات الفطور والحريرة  لابد منها بالشكل البسيط والتقليدي من نبتة تزاخت أو الوركية والخبز المحشو بالتوابل والشحم والتوابل الحارة  و الشاي الذي يتم طهيه بالطريقة التقليدية الخالصة  .

آذان  المغرب عند بعض الرحل لا يزال غير مسموع ويبقى المقياس الوحيد لضبط وقت الإفطار ومواقيت الصلوات هو حركية الكواكب والنجوم والضوء والظلام أو الاتصال بالهاتف بالذين يسمعون الآذان وهذه العادات  في  الإفطار تصبح سلسلة تنتقل حلقاتها من جيل لآخر، وقد تصاحب هذا الانتقال بعض التغيرات بالزيادة أو النقصان،  بما يتفق مع ظروف وقيم كل جيل.