زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

مدينة الرشيدية عاشت اليومين الأخيرين من  هذا الأسبوع تحت نوع من الحرارة قد يختلف الناس في قياسها حسب نوع العمل وحسب نوع الحركة، لكنها على العموم عالية وجافة تشوي الوجوه ، وتحرق الشفاه ،ومصحوبة خاصة اليوم الأحد  26 يونيو 2016 برياح من كل الاتجاهات منها الصبا والدبور والشمالي والأزيب تحمل الغبار والرمال والأكياس البلاستيكية ولا وسط شوارع الأحياء غير الأزيز والسراب.

من الناس من زار السوق الأسبوعي عن عجل  للتبضع ومنهم من فضل الاختباء اتقاء ،ومنهم من مازال نائما وطباعهم تختلف وتتباين خاصة في شهر رمضان.

قساوة الحر والتقلبات المناخيىة بالجهات الصحراوية ،علمت الساكنة الصبر وسعة الصدر منذ القديم ولقنتهم القصور والقصبات التقليدية طرق عيش مختلف لا يوجد إلا بالجنوب الشرقي، والمتمدنون الذين أرغمتهم ظروف عيشهم  للبقاء هنا ،أحيانا يشمئزون ويتضايقون من شدة الحرارة وقت الحر، وشدة البرودة وقت القر، وينتظرون بفارغ من الصبر إجازاتهم ليرحلوا من حيث أتوا  ولو لحين ،لكنهم في العمق عشقوا التعامل والأخلاق التي نبتت في جهة درعة تافيلالت التي لا يمكن أن يمحوها التاريخ، لأن الناس في المدن صحابهم  وسواعدهم هي جيوبهم ،فإن فرغت فلا رحمة من القريب ولا من البعيد بخلاف ذلك فالجنوب خلدت فيه الرحمة ونبت فيه الخلق الحسن والخلال العالية، والناس تتعامل بالوجوه أكثر من التعامل بالجيوب فيكفي أن تكون طيبا ويمكن ان تتبضع لأيام وأنت لا تملك غير طيبوبتك.

صبرَ الناس على حر الطقس وتقلبات المناخ ولم يرحلوا وارتبطوا بالمكان لأنهم  عشقوا أرض تافيلالت أرض كل من لا أرض له وسيبقى التعامل  أبديا مادامت أخلاق الناس فيهم أصيلة ومتأصلة.