جديد انفو - متابعة

في السنوات الأخيرة تم تصوير عمل فني بتنجداد يبرز حالة العطش التي تعيشها المدينة إن صحت لفظة المدنية لنعتها واليوم يهجم العطش على قرى متعددة  تابعة لإقليم تنغير، السكان يصرخون ويقطعون المسافات صحبة أبنائهم بحثا عن قطرة ماء في عز الصيف لإطفاء عطش ولهب شمس حارقة في حالة صحية قد تتوعد الساكنة بأمراض تتعلق بقلة النظافة إن لم تتدخل الجهات المعنية لإنقاذ الموقف.

حين تشح الأمطار وينحبس المطر تنفع المخططات التنموية التي تمت برمجتها استعجالا، وفي غيابها تلجأ الساكنة لقتال المعضلات متفردة في غياب خدام الدولة الذين يستفيدون من الريع الاقتصادي تحت مظلة خدمة الوطن.

بالأقاليم المجاورة الرشيدية مثلا، تم مد قنوات المياه حتى الحدود الترابية، ولا ينقطع  الصبيب إلا لماما، وضمنت للساكنة نوعا من الاستقرار، لكن بقرى ألنيف يصعب ذاك الاستقرار في ظل الوضع البئيس للساكنة "وحتى ماء الشرب ياعباد الله غير متوفر" ناهيك عن مستلزمات الحياة الأخرى من صحة وتطبيب، والساكنة قد أعيتها اللجن التي تزورها وتكتب المحاضر وتنقلها للرفوف كلما أشعل الإعلام فتيله  على المنطقة، بل تريد برنامجا حقيقيا لسنوات مقبلة يخرجها من وضعها المتأزم .

الساكنة تناشد بحق الجهات المسؤولة العليا من أجل التدخل لحل مشكلة عطش الساكنة، علها تجود السماء بالعطاء خريفا ،فالساكنة قد أتعبتها " الستيرنات"  الصدئة والتي قد يسبب ماؤها أمراضا خطيرة، وأتعبها انتظار مجيئها إن لم تصب بأعطاب  وهي في الطريق....الوضع  حقا مقلق للغاية، ومن الضروري وضع برنامج ومخطط تنموي على مدار السنة لضمان استقرار الساكنة وليزداد حب الناس لمنشئهم وأرضهم ويتقوى الارتباط بالهوية والانتماء.

المنطقة فيها العطش وفيها المعادن أيضا، وفيها المهاجرون بأعداد كبيرة، والانتخابات قادمة، والخدام سيكثرون ويعدون بالتنمية بالبرامج الورقية ...والمعاناة تتزايد وتتفاقم والمتناقضات بالجملة التي لن تجدها إلا وأنت في الطريق نحو المغرب العميق بإقليم تنغير.