عبدالاله بوسحابة
 
عقب تصدر العدالة والتنمية نتائج الانتخابات التشريعية لـ 7 من أكتوبر الأخير ، بفارق بسيط عن غريمه التقليدي ، حزب الأصالة والمعاصرة ، لاحت في الأفق إشكالية " التحالفات الممكنة " لتشكيل الحكومة الجديدة ، إذ لا خيار للبيجيدي إلا التحالف مع الاستقلال بالدرجة الأولى، إلى جانب الأحرار و الحركة و التقدم و الاشتراكية ، إذا ما أراد تشكيل حكومته الجديدة وفق ما ينص عليه الدستور ، لكن قبل التفكير في كل السيناريوهات المحتملة ، دعونا نعود بالذاكرة إلى الخلف ، لنستحضر بعضا من المحطات البارزة التي طبعت العلاقات المتشجنة بين حزب العدالة و باقي الأحزاب التي بيدها حسم هذا السجال ، سنجد أن حميد شباط و فور انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال ، اختار الانسحاب من حكومة بنكيران ، بعدما وصف هذا الأخير بخدمة أجندة " داعش " و " الموساد " و " النصرة " و سلسلة أخرى من الاتهامات التي وجهها شباط لإخوان بنكيران على مراحل ، و قبلها اتهامات لاذعة من بنكيران لزعيم حزب الأحرار مزوار ، الذي قال فيه بنكيران قبل تشكيل الحكومة السابقة ، أنه لا يشرف حزب العدالة ان يتحالف مع شخص مثله ، لأسباب باتت معروفة لدى جميع المغاربة ، قبل أن يرتمي بنكيران في حضن مزوار طالبا منه الصفح والعفو لإنقاذ حكومته من الضياع ، و الأمر ذاته سيتكرر مع شباط الذي عاد ليطلب ود بنكيران إثر توتر علاقته مع الأصالة و المعاصرة .

كلها معطيات تؤكد للمغاربة أن اللعبة السياسية في المغرب تحكمها المصالح الشخصية لزعماء الأحزاب ، والذين لا تهم مصالح الشعب بقدر ما يبحثون دوما عن موطأ قدم في مراكز القرار ، و يتلونون بحسب الظروف السياسية للبلاد ، فمن كان يسب آخر بالأمس القريب ، تجده اليوم يمجده و يمدحه و لا ضير في ذلك مادام النتيجة ستوصله إلى مركز القرار و السدة العليا ، لأجل ذلك يمكن القول أن كل السيناريوهات التي تسبق عملية تشكيل الحكومة المقبلة تبقى واردة ، و لا مجال للصدمة او الغرابة إن أعلن تحالف بنكيران مع شباط و مزوار ، و بين ذلك نجد شعبا لم يستوعب بعد أن الساسة يتلونون بكل التلاوين الممكنة شرط تحقيق التموقعات الضرورية ، شعب شطر كبير منه غاضب عزف عن التصويت في ظل غياب البديل ، و بضعه مشتت بين من تجرفه بسهولة تامة رياح العاطفة و الخطب الجوفاء التي تلامس الدين و المعتقد ، و بين مصوت حاقد اختار معاقبة مرشح بمرشح آخر لاسباب مرتبطة بالمصالح الشخصية عموما .

المصدر: أخبارنا المغربية