زايد جرو - أرفود / جديد انفو
المعرض الدولي للتمور بأرفود في نسخته الحالية تغير عبر التغيرات والأحوال والأهواء والتوجهات، من البساطة والمحلية للاحترافية والعالمية، والزوار الذين يجولون الأروقة يتعجبون والعارضون يتعجبون والعجب يتعجب أيضا من الزوار الذين يلوون الأعناق يمينا ويسارا ويبحثون عن أفضل مكان لالتقاط الصور مع المجهول ومع الكراسي ومع التراكتورات ومع السيارات المعروضة للبيع وبقرب العناوين الكبيرة ...وكل يشهر هاتفه النقال ولا تسمع إلا "صورني هنا .. صوريني هنا "بحركات مختلفة لليدين والوجه وبشعارات متنوعة دون أن ترى الناس تتبضع التمور التي أقيم من أجل بيع منتوج الواحات .
المعرض تنفق عليه أموال كثيرة من أجل العرض ومن أجل الفرق الفلكلورية ومن أجل الزوار من داخل الوطن وخارجه فلو تم تحويل المخاسر لشتلات النخيل لأصبحت تافيلالت كلها نخيل، لكن المنظمين يدركون البدائل أكثر من كل دارس وملاحظ.
ما أثار انتباهي في المعرض أيضا هو العارض الذي يبيع المجهول الرفيع بثمن 130 درهما للكيلو، ويقول للراغبين في أخذ "الصور " تْصَور مع المجهولة لكن الأكل ممنوع، وفكرت حينها في استفزازه لأمتحن ردود فعله فقلت: سأتصور بعد ذلك سآكل الحبة من المجهول لأرى ماذا سيفعل العارض بي، لكنني خفت أن يزيلها من بين الفكين بالعنف ويقتلع الضرس الذي خدش المجهولة، فتراجعت عن الفعل خوفا أيضا من اتهامي بإشعال الفوضى داخل المعرض، وبتشويه سمعة التمور الفيلالية أمام العيون الوطنية والدولية وربما سيتحول الحدث من معرض التمور إلى معرض لقلع الأضراس.
الحدث الثاني الذي يثير الانتباه في المعرض اليوم السبت 29 اكتوبر 2016 هو أكبر "رابوز" الذي صنعه الحاطوشي من تنغير والذي يتقن الصنعة كما أعرفه ولا تلقى مكانك بسهولة لأخذ صورة معه لكبر حجمه، ولكون الصناع التنغيريين استطاعوا خلق الحدث في قلب تافيلات العالمة.
معرض التمور الدولي بأرفود تحول إلى معرض وطني لالتقاط الصور، وسيمتلئ غدا الفيسبوك والوات ساب وتويتر... بعبارات أنا " في معرض التمور " وشوفوني كي جيتكوم " ياك أنا زوين " ياك انا فنة " وكل زائر رحل وهو يحمل معه أكثر من سؤال حول المعرض وحول المبيعات وحول الناس، وفرق كبير جدا بين مهرجان الورود بقلعة مكونة ومعرض التمور بأرفود من كل النواحي وعلى المنظمين تقييم النسخة الحالية من أجل تجويد المنتوج الذي تنفق عليه الأموال الطائلة.