زايد جرو - اوفوس / جديد انفو

جهة درعة تافيلالت  منطقة واعدة في التنمية  المستدامة إذا تم استغلال العناصر الطبيعية وغنى الموروث الثقافي وتنوعه ومخزون جوف  الجبال والعنصر البشري والقطاع السياحي بها.والجهة غنية أيضا بالمواسم والمهرجانات الوطنية والدولية بها طار المغرب الشرقي شهرة  وأصبح قطبا سياحيا بامتياز.

 المهرجان الوطني الأول للإبل المنظم ب  سوق "لبلاغمة " جماعة الرتب بإقليم الرشيدية  من تاريخ 25 الى 30 اكتوبر 2016 اختار له  المنظمون  شعار "سفينة الصحراء في خدمة التنمية "  روجت له بعض المواقع الإلكترونية فازداد الزوار  غبطة لكونه يتزامن مع المعرض الدولي للتمور لكون الزائر السائح من داخل الوطن وخارجه ستكون له فرصة الاطلاع على منتوجين اقتصاديين مختلفين من المغرب العميق، لكن المدهش والمثير للعجب والغرابة في المهرجان الوطني الأول للإبل أن التظاهرة بخيامها وتواجدها في قدم الجبل المطل على لبلاغمة تثير فضول أي مار وترغمه على  التوقف  ولو للحظة حين تخطف بصره " اليافطة " المكتوب عليها بخط مضغوط " سفينة الصحراء"  فيسافر خياله للخيام  والكرم الحاتمي والرحل والبيداء وأشجار السدر والنظم المسبوك والخطب  البديعة العصماء والسحر والسهر تحت نور قرص القمر المحتشم والمنبلج بين الكثبان والجبال ومأمة الخرفان وعواء الذئاب ولبن النوق وهودج حسناوات الأطلال المتمايل وحديث حداة العيس فيحن زاد خياله  لخولة طرفة بن العبد  وفاطمة امرئ القيس وبثينة جميل بن معمر وليلى قيس  ... فتتوقف سفينة الزائر التي يحركها الوقود فيشرئب بعنقه ويلويه ذات اليمين وذات اليسار بحثا عن جمل أو ناقة للدواء  ولا يجد غير سرابها  والهوام والصورة التي رسمها في مخياله قبل نزوله من محركته.

مهرجان الإبل دون إبل ولا نوق  وبدون سوق لها ولا سباق ،بدأ  في نسخته الأولى ب "زيرو إبل "ربما لقرب تزامنه مع "زيرو ميكا " وما فيه غير الزوار الذين يتوقفون وترجمهم الريح ويرحلون ساخطين منكسرين نادمين على التوقف ...المكان  فيه بعض المنتوجات للبيع وذاك جميل، وفيه حركية لساكنة القصور المجاورة وذاك أجمل لتكسير روتين الواحة  والجميل  جميل عند الجميع ولا خلاف فيه بين المتتبعين بأي شكل من الأشكال، لكن أن يُحسب الحدث على النوق والجمال ولا اثر حتى لمنسمها على الأرض  وهي براء منه ،فذاك أم العجائب .ويجب على المنظمين أن يراهنوا على كسب ثقة السياح بالترويج لما هو  موجود  على الأرض أو قابل للوجود، لكن أن نسطر البرامج ونروج لمنتوج سياحي تراثي أصيل مفترض  وفي عين المكان لا وجود  حتى للأثر فذاك فيه ضرر للمنتوج السياحي  وللساكنة ولسمعة المنطقة وكل المنعشين السياحيين بجهة درعة تافيلالت.

المهرجان الوطني للإبل يمكن الاشتغال فيه على تيمات متعددة منها :  سبل عيش الرحل ومشغولاتهم اليدوية والتحولات المناخية التي قهرت الإبل وتربيتها  ومعاناة الرحل مع الجفاف والتنقل والمرض والتمدرس بندوات ولقاءات  موسعة وسباق للإبل وبيعها وشرائها وبتوفير الشروط الضرورية لاستقطاب البائعين والرحل والمستثمرين والسياح وغير ذلك كثير، لكن أن يعتمد المهرجان على تيمة قوية أصيلة كالقصبة جوفاء من الوسط، فتنصب خيام للتوهم كالفخاخ فنعرض الوهم ونطلب الدعم للمنتوج السياحي والتراث المادي واللامادي لتسويق الخواء فذاك فيه  نظر.