أمين الحسناوي – الرشيدية / جديد انفو

انه حارس امن خاص بمستشفى عمومي، يتقاضى 1800 درهم شهريا مقابل العمل لمدة 12 ساعة يوميا من الساعة السابعة مساءا الى غاية السابعة صباحا، مهمته الاسبوعية هي تنظيم الولوج الى المستشفى انطلاقا من بوابتها الرئيسية.. لتتغير مهمته خلال الاسبوع المقبل نحو تنظيم السير داخل المستشفى، و في كلا الحالتين يتحمل مسؤولية اية فوضى او سرقة تتعرض لها ممتلكات المؤسسة الاستشفائية او ممتلكات الشركة المكلفة بتدبير حراسة المستشفى.

في خضم المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصحة بالمغرب، و في اطار الربيع الديمقراطي وعودة الروح النضالية للجسد المغربي، حيث انطلق الجميع في التحدث عن فساد المستشفيات و الرشاوى التي يتقاضاها بعض الموظفين العموميين، مقابل خدماتهم الاستثنائية او مقابل خدماتهم التي من المفترض اداؤها مقابل اجروهم الشهرية التي يدفعها لهم المواطن المغربي من ضرائبه السنوية المختلفة..

الا ان الغريب في الامر ان يقحم رجل الحراسة في اطار هذه الدوامة من الفساد فقط لكونه اول الاشخاص الذين يستقبلون المواطنين على بوابات المستشفيات المغربية، فالمواطن المتضرر يعتبر كل من يشتغل في اطار المؤسسة الاستشفائية متورطا في الفساد، بغض النظر عن الشرفاء و الاخيار الذين لا يكادون يغيبون عن جميع المؤسسات..

من المسؤول عن هذه النظرة الدونية لرجل الامن او الحراسة ؟! ما هي الرشوة بنظر هؤلاء “الحكارا” ؟! هل “تدويرة” الشفقة التي يتلقاها من الزوار و المعارف او بعض المرضى مما “شاط عليهم” من حليب ومشتقاته، او بضعة دراهم “صدقة” مقابل خدمة بسيطة تتمثل في استدعاء موظف ما او ايصال دواء او قنينة ماء لمريض منعت زيارته خارج اوقات الزيارة ؟!!

ان كانت تلك “التدويرة” او الصدقة تمثل لبعض الممرضين و الاعوان و الموظفين و المواطنين “رشوة” تفسد جودة خدمات المستشفى او تتسبب في عرقلة خدماته او في تدمير ممتلكاته و خلق الفوضى.. فماذا يمكن تسمية ممارسات بعض الموظفين ؟! ماذا يمكن ان نسمي ادخال بعض الموظفين لمعارفهم و اهلهم للمستشفى خارج اوقات الزيارة او تجاوزهم لشبابك راميد و اجور الاستشفاء ؟! او توسط بعضهم لإجراء العمليات او اجراء تحاليل او تعجيل مواعيد الكشوف و العلاجات ؟! مقابل مواطنين يقفون في صفوف و لساعات و اشهر انتظارا لدورهم الذي يأبى ان يقترب لبضعة ايام او اسابيع ؟!

في الاخير، و في حالة تورط احدهم في ممارسات لا مهنية، تتدخل النقابات المهنية للتضامن و الدفاع عن حقوق المستخدمين، بينما تحول اصابع الادارة باتجاه حراس البوابات.. الحائط القصير.. الذي لا يعفى في بعض الاحيان من مسؤولية بعض عناصره..