محمد ايت حساين
فتحت عينها على عشق ممزوج بحب الوطن، فكانت مستعدة للتضحية من أجل ذلك العشق. آمنت بصوتها، فكانت خير نصير للمرأة، تنشر الوعي بحقوقها الاجتماعية، وتفتح الطريق أمامها للقيام بدورها في خدمة المجتمع، وتقودها إلى ضفة مشرقة. هي أول من استنجدت بالملك محمد السادس لزيارة منطقة تلمي بجبال تنغير؛ حيث اشتهرت بمقولتها: "ادود اوا ادود، ا محمد السادس"، ببرنامج تلفزي.
وصفت بالمرأة المناضلة والجريئة التي تغيب النوم عن جفون المسؤولين، وتعتبرها النساء محاميتهم التي تزيل الستار على مشاكل المرأة ووضعيتها بالمناطق النائية.
"هنو وماروش"، هي تلك المرأة التي حملت مشعل النضال في وقت مبكر من عمرها من أجل إيصال صوت النساء بمنطقتها والمناطق المجاورة إلى المسؤولين بمراكز القرار. ازدادت سنة 1962، وتنحدر من دوار ايت اعزى بجماعة تلمي بإقليم تنغير.
محمد ابن تيزى، فاعل جمعوي، قال، في تصريح لجديد انفو، إن سيرة "هنو وماروش" سطر مهم في حياة المرأة القروية، سطر لا يمحى ورسم لا يندثر، فهي رئيسة جمعية المرأة الجبلية من تيلمي، الجمعية التي تقول عنها إنها وجدت للمطالبة بحقوق المرأة بصيغة هادئة وعقلانية وتنويرية.
وأضاف: "هنو وماروش تؤمن بأن الصوت يساوي الإنسان، فلم ترد سوى أن تكون صوتا مسموعا لا تثنيه الحواجز، كما أخذت تشق حنجرة أختها المرأة في كل مكان، ليكون الصوت قد وصل الى من يهمهم الأمر".
واعتبرت مجموعة من النساء، في تصريحات متطابقة لجديد انفو، أن "هنو وماروش" أصبحت أيقونة من أيقونات التغيير؛ حيث حملت على عاتقها المساهمة في النهوض بالمرأة القروية عامة، والمرأة بتلمي وامسمرير على وجه الخصوص.
اليوم وبعد مسيرة طويلة مع النضال، تعاني "هنو وماروش" في صمت رهيب، بسبب المرض الذي أقعدها ولازمها الفراش، بحسب عدد من المقربين منها. "هنو" تناشد المحسنين وذوي القلوب الرحيمة والمؤسسات العمومية والجمعيات المدنية قصد مساعدتها في تحمل مصاريف العلاج.
رقم هاتفها 0624952493