جديد انفو - متابعة

اعتقلت الشرطة القضائية للرشيدية، أخيرا، شابا انتحل صفة شرطي وظل يبتز مواطنين بمبالغ مالية وسلبهم هواتفهم المحمولة تحت التهديد بتلفيق تهم لهم وإيداعهم السجن.

وحسب مصادر «الصباح» فإن المتهم، كان يتحوز جهاز اتصال شبيه بذاك الذي تستعمله عناصر الشرطة، وأصفادا بلاستيكية، مبرزة أنه كان يبتز ضحاياه منذ أزيد من سنتين، دون أن يفتضح أمره، لعدم تقدم الضحايا بشكايات ضده اعتقادا منهم أن شرطي وتفاديا لانتقامه.

وأكدت المصادر أن المتهم، وهو شاب في مقتبل العمر، كان يستغل وجود الضحايا في أماكن مشبوهة ومظلمة، ويقدم نفسه لهم أنه شرطي، ويهددهم باعتقالهم، فيضطرون إلى تقديم أموال له لتفادي متابعتهم.

ومن بين الضحايا شاب وخليلته، أوقفهما المتهم في مكان مظلم وادعى أنه ينادي عبر جهازه اللاسلكي للشرطة من أجل إرسال سيارة المصلحة لاعتقالهما، ما تسبب في إرباك الضحيتين خوفا من افتضاح أمرهما أمام عائلتيهما،  فحصل منهما على مبالغ مالية مهمة مقابل كتم سرهما.

كما كان من بين الضحايا، شخص، أوقفه المتهم  بحجة إخضاعه للتنقيط والتفتيش، فعثر لديه على هاتف محمول من الطراز الرفيع، أكد الضحية أنه يخصه واقتناه من ماله الخاص، إلا أن الشرطي المزور احتفظ به لنفسه، وطالب الضحية بالمغادرة أو تلفيق تهمة سرقة الهاتف له.

افتضاح أمر المتهم كان صدفة، وذلك خلال  احتفالات رأس السنة الميلادية، عندما كانت الشرطة تشن حملات أمنية بجل أحياء الرشيدية، فصادفت المتهم وهو يبتز شخصا كان في حالة سكر، وعندما استفسرته عن هويته أخبرها أنه شرطي، وكلف بتوفير الأمن في هذه المناسبة.

أثار تصريح المتهم ردود فعل الأمنيين بحكم أنه وجه غير مألوف لديهم، فتم اعتقاله، وأثناء تنقيطه، تبين أنه محتال ولا علاقة له بسلك الشرطة، وعند تفتيشه حجزت لديه أصفاد بلاستيكية، وجهاز راديو، فاعترف الموقوف أنه ينتحل صفة شرطي للنصب على الضحايا.

ونقل المتهم إلى مقر الشرطة القضائية، وأخضع لتعميق البحث بتعليمات من النيابة العامة، فكشف خلاله عن تفاصيل مثيرة،  منها أنه انتحل صفة شرطي منذ أزيد من سنتين،  بحكم أنه كان متيما بمهنة الشرطة، لهذا هيأ لنفسه أصفادا وجهاز راديو زودها به شخص متخصص في بيع السلع المهربة من مدن الشمال.

وشدد المتهم على أنه نجح في إيهام شخص أنه شرطي وحصل منه على مبلغ مالي تحت التهديد باعتقاله، وأنه منذ ذلك الوقت صار يبتز الضحايا، خصوصا ذوي السوابق، مستغلا عدم قدرتهم على تقديم شكاية ضده خوفا من اعتقالهم.

وبعد إنهاء البحث مع المتهم، أحيل على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرشيدية، بجنحة الابتزاز وانتحال صفة ينظمها القانون، فأمرت النيابة العامة بإيداعه السجن إلى حين الشروع في محاكمته.