زايد جرو – جديد انفو / متابعة ( الصورة تعبيرية )

تنامت أشكال العنف والعنف المضاد في معظم المؤسسات التعليمية نهاية الأسدوس الأول من السنة التعليمية  الجارية ،حتى أصبح السلوك العدواني اللاتربوي ظاهرة معاشة وبشكل يومي وبأشكال متباينة تختلف  باختلاف الأسباب النفسية والاجتماعية والتربوية   داخل المؤسسات التعليمية  وقد يصل  ذاك السلوك العدواني إلى التهديد بالقتل والإيذاء والاستهزاء  والسخرية والرغبة في  الاستعلاء والسيطرة وإحداث فوضى داخل حرمات المؤسسات والتشويش على الأنشطة الصفية  وخلق حروب  نفسية  مزعجة بشتى  الوسائل .

المحيط  المدرسي  لم يعد مستقلا عن المحيط الاجتماعي حيث  تمتد السلوكيات  الخارجية حتى عمق المدرسة وبين بناياتها ، وقليلة هي السلوكيات المدرسية التي تمتد حتى عمق  المجتمع  لاختلال منظومة القيم داخل الأسر والمحيط، ولم يعد العيار الأخلاقي والتربوي وسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي بل أصبح حتى  القانون أحيانا عاجز عن متابعة الأحداث في سلوكياتهم في الشارع العام  لطبيعة سنهم .

وقد تتعدد أشكال العنف بشكل ملحوظ نهاية الدورة  الأولى لأسباب: منها الضغط المتزايد على المتعلمين في التحضير للواجبات ،وعدم تقبل النتائج أحيانا، والمدرسون مستاؤون  من اختلال  التقابل  بين التقبل والرفض، معظم الآباء انفلتت منهم سلطة التحكم، والإدارة التربوية تمارس ضغطها على المتعلمين لضبط التغيبات تجنبا لهدر زمن التعلم، والضغط أيضا من المدرسين الذين  هم  مرغمون على إتمام الدروس والتصحيح والكتابة الصفية وتعبئة الواجبات وكل الضغوط مستقرها نفسية المتعلم.

الأنشطة الموازية أحيانا متعة وتنفيس وتفريغ لشحنات عدوانية، ويمكن أن تمتص غضب المتعلمين لكن إنجازها يتطلب اللوجستيك الكثير والتضحية التي قلت عند الكثير حيث أصبح الحساب والنفعية  من الظواهر المتحكمة في السلوك التربوي، وغالبا ما يطرح العديد من المدرسين  سؤالا عريضا ماذا سأستفيد ذاتيا من هذه الأنشطة؟ وحتى التشجيع المعنوي قد يغيب من المسؤولين على القطاع للفئات القليلة التي تضحي من أجل المتعلمين وحتى الذين يضحون تفهم تضحياتهم أحيانا بأنها لأغراض معينة.

قد تكثر اللقاءات في كل  الأكاديميات من أجل التخفيف من الظاهرة لتدارس سبل الانفلاتات و المواجهات اللاتربوية الشبه يومية ، وذلك محمود وإيجابي إلى أبعد الحدود لكن الصعوبة تكمن في الأجرآة التربوية  والتنزيل  بين الأنشطة الصفية قبل فضاء اللقاءات  حتى لا تبقى اللقاءات من أجل اللقاءات  .

الكثير من المدرسين يحبذون الأداء المهني الآلي باحترام  وقت الدخول والخروج ،والكثير من المسؤولين التربويين على مستوى عال يحترقون من أجل وضع تربوي سليم مسؤولية و واجبا، وتنامي الظاهرة مسؤولية مشتركة بين الجميع مجتمعا ومدرسة وحكومة وشعبا وتبقى المقاربة القانونية في كثير من الأحيان هي الأنجع لأن المقاربات التربوية البديلة قليلة النفع حسب بعض التجارب، والذي يتفق حوله الجميع أن  الإيذاء أنواع  عديدة ومتباينة فداخل الأسرة مثلا يحاط ذاك الإيذاء بالكتمان  ولكن في ظل التطورات التربوية الحديثة وانتشار فكر حقوق الطفل  والوسائل التكنولوجيا التي لا تفارق المتعلمين رغم الزجر والتنبيه  أصبح ينظر لهذه السلوكيات على أنها ممارسات  خطيرة على المنظومة حاليا ومتسقبلا وتنتشربشكل سريع  في المجتمع ويصعب للمقاربات التربوية الحالية  إيقاف تداعيتها  بشكل أحادي.