منتصر إثري 

حج الآلاف من الأمازيغ، إلى بلدة إكنيون التابعة ترابياً لاقليم تنغير، صباح يوم أمس السبت 4 فبراير 2017، لتخليد الذكرى الأولى لإغتيال شهيد القضية الأمازيغية، الطالب عمر خالق “إزم”، الذي تعرض لهجوم غادر أواخر يناير 2016 الماضي، في رحاب جامعة القاضي عياض بمراكش، من طرف ما يسمى “بالطلبة الصحراويين” الموالين لجبهة البوليساريو.
 
وتوافد الآلاف من نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية من مختلف المواقع الجامعية، ونشطاء الحركة الثلاميذية بالجنوب الشرقي، إضافة إلى الفعاليات و نشطاء الإطارات الأمازيغية من المدن المغربية، إلى مسقط رأس شهيد القضية الأمازيغية “إزم”، استجابة للدعوة التي أطلقها المعتقلان السياسيان السابقان للقضية الأمازيغية، حميد أعطوش ومصطفى اوساي.
 
وفي تمام الساعة الحادية عشر صباحاً، اجتمع الآلاف من نشطاء الحركة الأمازيغية في الساحة المخصصة لتخليد ذكرى إغتيال”إزم” مردّدين بقوة “إيمازيغن.. إيمازيغن” قبل أن تعطى الكلمة للمعتقلان أعطوش وأساي، اللذين اكدا في مداخلتهما على أن دماء الشهيد عمر خالق “إزم” فوق كل الإعتبارات وفوق كل الحزازات، مؤكدين على ضرورة إذابة الخلافات الأمازيغية - الأمازيغية، وتغليب مصلحة القضية الأمازيغية على كل الخلافات.
 
لتنطلق بعد ذلك مسيرة احتجاجية غاضبة باتجاه قبر الشهيد “إزم” رفع من خلالها المحتجين شعارات قوية تطالب الدولة المغربية بالكف عن سياسة الاغتيالات والاعتقالات التي يتعرض لها الشعب الأمازيغي، وبوضع حد لسياسة صم الآدان وغظ الطرف على المطالب المشروعة للشعب الأمازيغي. كما صدحت حناجر آلاف الأمازيغ المخلّدين للذكرى الأولى لمقتل الطالب الأمازيغي “إزم” بشعارات غاضبة من الإغتيال الذي تعرض له، محملين من سموه “بالنظام المخزني” مسؤولية اغتيال الشهيد، مؤكدين في السياق نفسه استمرارهم في الطريق والدرب الذي رسمه “إزم” بدمائه.
 
واثناء وصول المخلدين لذكرى “إزم” إلى قبر الشهيد عمر خالق، وقفوا دقيقة صمت ترحماً على روح الشهيد، قبل أن تقدم الكلمة لوالدة الشهيد “إزم” فاظمة خالق، والتي اكدت في كلمة لها على ان إبنها شهيد الامازيغ عامة، مشدّدة على الوحدة والتضامن بين الأمازيغ. ليعود جموع الأمازيغ، في مسيرة غاضبة إلى المنصة المخصصة لتخليد الذكرى الأولى لاغتيال الطالب الأمازيغي، وهناك اعطيت الكلمة للمشاركين.
 
واجمعت مداخلات ممتلي التنظيمات المشاركة على ضرورة النأي بالخلافات والحزازات الشخصية عن قضية استشهاد عمر خالق إزم، مؤكدين ان إزم استشهد في سبيل الأمازيغية التي هي قضية الشعب الامازيغي قاطبة.
 
وأكدت المداخلات على ضرورة الإحترام المتبادل بين التنظيمات الأمازيغية واحترام طرق واستراتيجيات كل طرف مدام ان الغاية واحدة، خدمة القضية الأمازيغية. وفق راي المتدخلين.
 
كما اجمعت المداخلات على السير على نهج الشهيد عمر خالق ازم وعلى تضحيات الشهداء والمعتقلين، مؤكدين على أن “إزم” قدم حياته ثمنا لافكاره وقناعته الأمازيغية. وفي تصريح مقتضب أكدت والدة الشهيد “إزم” فاظمة خالق، أن دماء الشهيد عمر خالق يجب ان توحد الأمازيغ جميعاً، وان يتوحدوا حولها، وازم استشهد في سبيل القضية الأمازيغية التي دفعت كل هذه الجموع للحضور إلى إكنيون.
 
وجدّدت فاظمة خالق، التأكيد على أن إزم ضحى بحياته من أجلنا من أجل الأمازيغية، وعلينا ان نكون في مستوى تضحياته، مردفة القول:” نحن لسنا في حرب مع المخزن ولا ندعو له، نحن نطالب بحقوقنا العادلة”.
 
بدوره، أكد حسين خالق، خال الشهيد عمر خالق “إزم” ان يوم إغتيال “إزم” هو يوم مسجل في التاريخ بالدماء، والتاريخ يسجل ذلك، وان “اليوم الذكرى الأولى لاغتيال شهيدنا، شهيد القضية الأمازيغية، وجموع الامازيغ اتفقوا على أن دماء “إزم” فوق كل اعتبار، ويجب أن تعطى الأولوية لدماء الشهيد” وأشار خال “إزم” إلى أن هنالك بعض النقاشات والخلافات، ولكن الجميع يتفق على أن “إزم” فوق كل اعتبار، وهذا يعني أن دماء “إزم” للملمت شمل الجسد الأمازيغي، وجمع جموع الأمازيغ حول دماء إزم”. وشدد حسين خالق على ان إغتيال “إزم” ” نقطة بداية في تاريخ إيمازيغن وفي لم الفكر الأمازيغي في تمازغا بشكل عام.
 
وزاد قائلا: “دماء ازم اعطت دفعة لنضال ايمازيغن وارغمت الدولة على التعامل بنوع من الليونة مع مطالب الأمازيغ خصوصا في منطقة صاغرو، ومع المستوى الذي وصل إليه الفكر الأمازيغي، واصبحت الدول تتعامل مع الساكنة مرغمة، محاولة منها لاسكات الصوت الامازيغي الحر”.
 
وأضاف المتحدث ان “المد الأمازيغي بركان سينتفض يوماً ما، وبالتالي حاولت الدولة ان تتعامل مع الحراك الامازيغي وان تحس بمدى قوة واستراتيجية الامازيغ في المضي قدما بالأمازيغية الى الامام وتحقيق الهدف المنشود”.
 
وحول مسار محاكمة المتهمين في اغتيال “إزم” اوضح المتحدث ان “العائلة التجأت الى تعين محامي خاص بالعائلة وهو المشرف على كل التفاصيل والوتائق، مضيفاً “اثناء استشهاد ازم تشكلت لجنة لمتابعة ملف الشهيد ازم وحاولنا كعائلة ربط جسر بين هاته اللجنة والمحامي ومع محاميين أمازيغ آخرين تطوعوا للدفاع عن الشهيد، ونحن كعائلة راضين على سير ملف محاكمة قتلة “إزم”، والى حدود الجلسة السابعة والقضية في المسار السليم، ونتمنى ان ينال المجرمون جزاءهم”.
 
واردف حسين خالق قائلا: “حتى إن نال القتلة جزاءهم فاغتيال عمر إزم سيبقى نقطة سوداء في التاريخ الأمازيغي، وشوكة في جسدنا جمعيا نحن الأمازيغ”. على حد تعبيره
 
في خضم ذلك، أقدم المعتقلان السابقان للقضية الأمازيغية، مصطفى أوساي وحميد اعطوش على إطلاق إسم “الشهيد عمر خالق إزم” على الشارع الرئيسي ببلدة إكنيون، وقام المعتقلان بتثبيث العلامة التي تحمل اسم الشهيد في إحدى البنايات على الطريق المؤدي إلى قبره.
 
ليختم جموع الأمازيغ الذين حجوا إلى “إكنيون” يومهم النضالي برفع شعار: ” إيمازيغن.. إيمازيغن..” ضاربين موعدا لقبر الشهيد عمر خالق “إزم” في السنة القادمة.