أحمد بيضي
 
وجه عدد من أرامل قدماء المقاومين وذوي الحقوق رسالة إلى عامل إقليم مكناس من أجل تخصيص لقاء استعجالي معه، لأجل شرح حيثيات وملابسات إقصائهم من لائحة المستفيدين من استغلال مربعات سوق الجملة للخضر والفواكه بالمدينة، والتي فات للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن أعلنت عنها، إلا أن الجميع فوجؤوا، بامتعاض واستياء بليغين، بحرمانهم من هذا الامتياز المشروع، في الوقت الذي تم الوقوف فيه على استفادة البعض من امتيازات ومأذونيات متعددة في انعدام الشروط الموضوعية.
 
وتأتي مراسلة عامل الإقليم، بصفته رئيسا للجنة الاستشارية لمباراة تتعلق بملف مربعات السوق المذكورة، حيث شدد أصحاب هذه المراسلة على ضرورة فتح تحقيق فوري في النازلة، واتخاذ ما يلزم من القرارات والإجراءات من أجل إنصافهم من الحيف الذي طالهم من دون وجه حق، والذي تم التأكد منه بعد الكشف عن لائحة الوكلاء الجدد بالسوق المشار إليها، والتي أقصي منها المعنيون بالأمر بصورة لم يتقبلوها.
 
وفي خطوة احتجاجية أولى، أصدر ذوو الحقوق وأرامل قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بيانا استنكاريا، موجها للرأي العام المحلي والوطني، نددوا من خلاله ب “أساليب المحسوبية والزبونية التي تم اعتمادها في المباراة المشار إليها” والتي وصفوها ب “الوهمية الهزلية”، معبرين عن “رفضهم رفضا قاطعا لسياسة الإقصاء والتهميش الممنهج في حقهم”، مع الإعراب عن استغرابهم إزاء ما رأوا فيه تعارضا والأهداف الرامية إلى الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم لدى السلطات المختصة بمقتضى الظهير الشريف المتعلق بالموضوع.
 
وفي ذات البيان طالب المعنيون بالأمر ب “الكشف عن المعايير المعتمدة في المباراة المعلومة”، وهم يستغربون حيال “استفادة عناصر بعينها من امتيازات متعددة (مأذونيات، استغلال مربعات سوق الجملة، التعويض الإجمالي..)، محملين المسؤولية للجهة الوصية في ما تعرضوا إليه من حيف وتشريد وحرمان من الامتياز الوحيد، في حين لم يفتهم الخروج بقرار التقدم للديوان الملكي بمراسلة في الموضوع، على أساس تنظيم وقفة احتجاجية، ودعوة المنابر الإعلامية والهيئات الحقوقية والجمعوية للمساندة والمؤازرة، بعد اطلاعها على تفاصيل الإقصاء.
 
وصلة بالموضوع، أعرب عدد من المتتبعين عن تأسفهم حيال ملف المتضررين المشار إليهم، وعملية سقوطهم ضحية سياسة معاكسة لتوجهات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التي ما فتئت ترفع من جهودها لأجل المنتسبين إليها، وأبنائهم وأسرهم وأراملهم، وكم كانت دهشة المعنيين بالأمر كبيرة وقتها أمام سفر النائب الإقليمي للمندوبية السامية خارج إقليم مكناس، في الوقت الذي من المفروض فيه السهر على ملفهم إلى نهايته، كما لم يعثروا على تفسير شاف لتبريرات أحد الموظفين بهذه النيابة في ادعائه المدهش أن الظهير المنظم للمباراة لا يعني سوى حاملي الصفة (المقاومون) وليس أراملهم أو أسرهم.