جديد انفو - تينغير / متابعة

نظّمت ‘‘لجنة التأطير والتكوين’’ التابعة لـ «جَمْعِيَّة ٱلشَّبَابِ ٱلْمُوَاطِنِ لِلتَّنْمِيَّةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ»، بتعاونٍ مع المديرية الإقليمية للشبيبة والرياضة بإقليم تنغير، ورشةً تكوينية حول ‘‘فن الخطابة والإلقاء’’ يوم الأربعاء 08 فبراير 2017، ابتداءً من الساعة الرابعة وإحدى وثلاثين دقيقةً بالمركب السوسيو-رياضي، صنف (أ) بتنغير.
 
وقد أطر الورشةَ مستشارُ الجمعيةِ، وواحدٌ من مؤسسيها، الأستاذُ سْليمان محمود الذي افتتحَ ورشتَه التأطيرية والتكوينية بوضعيَّةٍ تشويقيَّةٍ لإثارة انتباه الشبابِ المستفيدات والمستفيدين من الورشةِ، حيثُ رفضَ الجلوسَ في الكرسِيِّ بداعي أنه لن يجلسَ أثناء تقديم ورشتِه، لأنَّ الورشةَ التفاعليةَ تتطلَّبُ منشِّطاً متفاعلاً متحركاً غيرَ ثابتٍ في وضعيةٍ واحدةٍ، ليُحيلَهم إلى محاورِ الورشةِ بطرحِ سؤالٍ مفادُهُ: كيفَ تصيرُ فناناً في الإلقاءِ؟ وكيف تستطيعُ إقناعَ متلقِّيكَ بموضوع عرضِكَ؟
 
وضَّحَ المؤطِّرُ بعضَ المصطلحاتِ من قبيل ‘‘الإقناع’’، حيثُ بيَّنَ أنه لا يعني تبنِّي المُرسَلِ إليه لأفكار المرسِل، واقتناعِه بها، وإنما يعني استحسانَ أفكارِه، أو تحقيقَ تقاربِ أفهامِ الطرفيْن، مما يُحقِّقُ التفهُّم الذي يضمنُ التقبُّلَ والتعايُشَ، أو تقاربَ الرُّؤى.
كما تحدثَ عن فنِّ الخطابة مشيراً إلى أنه بحرٌ ضاربٌ في تاريخِ التواصل الإنسانيِّ، ولا يسمح الوقت للتفصيل فيه نظرياً وعملياً، لذلك نبَّه إلى أنَّ الورشةَ ستنصبُّ على التقنيات الضرورية في إلقاءِ عرضٍ ما، فبدأ بالحديث عن مرحلة إعداد العرضِ، فذكرَ خطوطَها الأساسَ، ملخصاً إياها في:
 
1. تحديد الموضوع بدقة،
 
2. تحديد عناصر الموضوع، وترتيبها في تصميمٍ، وأشار إلى أن هذا التصميم يظلُّ قابلاً للتعديل حسب متطلبات الموضوع بعد البحث،
 
3. البحث عن المعلومات في المراجع والمصادر المُتاحةِ،
 
4. تصنيف المعلومات المُحصَّل عليها، وترتيبها وَفق التصميم،
 
5. تحرير العرضِ في صيغته النهائية، ومراجعته،
 
6. وضعُ مقدمة وخاتمةٍ مناسبيْن للموضوع، بعد اكتماله.
 
ونبَّه إلى أنَّ البيبلوغرافيا، وإثبات لائحة المصادر والمراجع، ووضع فهرست للموضوع، يظل متعلقاً بطبيعةِ ذلك العرض، ومرجعيته العلمية.
 
بعد ذلك، بدأ في التفصيل في المرحلة الثانية المتعلقة بإلقاء العرض؛ فتحدث عن أنواع العروض، فميَّز بيْن العرض الفردي، والعرض الثنائي (كالحوار، والمقابلة، والاستجواب...)، والعرض الجماعي (كالنقاش الجماعي، أو الندوة، أو غيرها). ليُفصِّل في ما يتطلبُه العرضُ والمواجهة من ثباتٍ نفسي، ورباطة جأش، وقوة شخصيةٍ، وثقة في النفس، واستعمالٍ للغة الجسد، بالاستعانة بالحركات المثيرة لانتباه المتلقي، والمُدعِّمةِ للعرضِ وإقناعيَّتِه، وأشار إلى ضرورةِ تجنب تكرار حركة واحدةٍ، والحركات المُضحِكَة إلا في حالات رغبة المرسِل/العارضِ لكسر رتابةِ العرضِ، فضلاً عن ضرورةِ توزيع النظرات على المتلقي، والابتسامةِ في وجهه، واستعمال ملامح حازمةٍ إذا اقتضاها سياق العرضِ.
 
ثمَّ تحدَّثَ عن ضرورة التركيزِ، أيضاً، على الأداء الصوتيِّ الذي يجب أن يكون قويّاً وواضحاً، وبنبرةٍ واضحةٍ،
 
ونبَّه إلى أن العارضَ يجب أن يتمثَّل وضعية العرضِ، ويستحضِر المرجعَ الذي سيعرضُ في سياقه؛ فالعرض الأكاديميُّ، ليس هو العرض الرياضي، ولا العرض الاقتصادي... وهكذا.
 
بعد ذلك، أمهل المؤطِّر الشباب المستفيدَ من هذه الورشة التأطيرية مُهلة عشرين دقيقةً لتحضير عرضٍ من دقيقتيْن تطبيقاً للمعطيات المنهجيةِ الواردة في ورشتِه. ثم قام الشباب بتقديم عروضهم، ومناقشتها بعدَ ذلك شكلاً ومضموناً. وقد أثارت بعضُ العروض نقاشاً حادّاً في مضامينِها، لكن في جو اتسمَ بتقبُّل الاختلاف، واحترام المختلِف. وقد فرض هذا النقاشُ الممتعُ إضافةَ ساعةٍ عن زمن انتهاء الورشة باقتراح من المستفيدات والمستفيدين من الورشة؛ فامتدَّ النقاشُ إلى تمام الساعة السابعة ونصف، حيث خُتِمَ بصورةٍ جماعيةٍ.
 
وقد جاءت هذه الورشة في إطار أسبوعٍ تكويني وتأطيريٍّ لشبابِ المنطقةِ يتغيَّى إسهامَ الجمعية في خلقِ الدينامية والحيوية في مدينة تنغير، تلك الدينامية التي تهدف إلى تكوين شباب المنطقة وتأطيرهم من أجل تكوين جيل فاعل وإيجابي في المجتمع.

المصدر: لجنة الإعلام والتواصل والتوثيق