زايد جرو - جديد انفو / متابعة
الواحات بالجنوب الشرقي لها مميزاتها الطبيعية ،ومشغولاتها اليدوية الخاصة التي تحمل إرثا ثقافيا زاخرا ممتدا تناقلته الأجيال بالفطرة، والساكنة في عيشها تعاملت بجوارحها وبلطف مع هذه المشغولات ومع المنتوج الذي تجنيه من عرق الجبين وتعب الساعد.
أشجار النخيل تفرض تعاملا من نوع خاص من غرس ورعاية وتقليم ، وجريد النخيل فيه السعف وفيه الشوك ... وحين ييبس ذاك الجريد يسمى المغصوب، ويجب اجتثاثه حتى لا يشكل خطورة على الغابة مع اشتداد الحرارة .
وقد عرفت واحة تنمارت بطاطا حريق مهولا أتى على عدد كبير من أشجار النخيل كما عرفت واحة اوفوس حريقا في نفس الأسبوع تقريبا ،لكنه خفيف مقارنة مع واحة طاطا التي تدخلت فيها جهات عديدة من أجل الإخماد قبل أن يصل اللهب للساكنة.
وقد تكون أسباب الحريق متعددة واغلب الظن أن عدم تنقية الواحات من الأعشاب وعدم اجتثاث الجريد اليابس عوامل قد تزيد من انتشار النيران ،ولعل هجر الشباب العمل بالواحات لتغيرات مجتمعية جعل هذه الواحات معرضة للتلف والزائر لغابات النخيل في قلب الواحات سيلحظ اليبوسة وسيلاحظ انعدام التنظيم كما كان في السابق في عمل الأباء والأجداد ، وهي عوامل تنتج عنها عوامل تسيئ لإرث الواحات دون ان ننسى طبعا عامل العنصر البشري الذي قد يشعل النيران لتنقية المكان فتندلع دون القدرة على التحكم فيها .
الواحات إرث ثقيل ويجب على الجميع العمل على حفظ سلامتها، بل يجب ان يفكر الجميع في كيفية تقليم جريد النخيل اليابس وطحنه ليصبح علفا للماشية ،وبهذه الطريقة يمكن التقليل على الاقل من خطر اشتعال النيران وقضائها على مساحات عديدة من النخيل .