زايد جرو - الرشيدية /جديد انفو

 "عين العاطي " عين  ماء  كانت تقذف المياه لعدة أمتار في الفضاء بين اوفوس وارفود وكانت الى حدود بداية شهر يناير  2018 نشطة ،ونقطة سياحية لكل المارين من اهالي درعة تافيلالت او من امكنة اخرى، جف نبعها هذه الايام وراء استغراب كبير للساكنة والزوار ، منهم من قدم تفسيرا عقليا للحدث ، ومنهم من ربطها بغلظة القلوب فربطوا بين السلوك والتحولات الطبيعية  ، العين نبعت في الثمانينيات  على عهد الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ،وكانت في الاصل عينان واحدة في المشرق على جنبات الطريق، والثانية على غربها، وعلى اسمهما لُقب حيان بالرشيدية،  حي عين العاطي "واحد " المجاور لحي المسيرة " لحدب " سابقا وحي عين العاطي  " جوج " المجاور للكلية المتعددة التخصصات .

العين في بداية نبعها اضفى عليها  الناس طابعا خرافيا باعتبار المنطقة قاحلة وجافة وقليلة التساقطات على مر السنة  ولا يمكن ان تنبع عين ماء متدفقة  بالليل والنهار من بين أحجار شائخة فأقام بعض المنعشين السياحيين  على جنباتها الخيام ،وكثر القيل في مائها بأنه  يشفي الامراض الباطنية وبعض الامراض الجلدية وحتى " التوكال " فوضع الناس ماءها في قنينات وارسلوها لذويهم تبركا بالماء الحامض ، فلوكان  ماؤها عذبا خفيفا حلوا لسطا  عليه  بالأكيد  المنعشون المتربصون  كما سطوا على "الفرمات" بطريق بوذنيب للاستثمار باسم تمر  المجهول، فضيقوا الخناق على الرحل الذين لم يبق لهم غير الشعاب للرعي ،والتي تجرف ماشيتهم وتكبدهم الخسائر اذا حملت بغتة .

الخبر تناقلته وسائل الاعلام بأنواعها ،والجميع سبح الله بكرة واصيلا  على نبع ماء  لا مثيل له، فقدم له المتخصصون تفسيرا علميا بوجود فرشة مائية كبيرة وعلى مسافة عريضة وحموضته نابعة من مرور المياه على صخور منحته الطعم المر

العين جفت ولم تعطها وسائل الاعلام حقها كما اعطته  اياها في بدء الخلق والجريان  فلحقها باطل لكونها غير نافعة ،كما لحق الضرر والباطل الجنوب الشرقي جورا فلقبوه ونعتوه  قصرا بالمغرب غير النافع ربما لكون انتهاء الصلاحيات في كل شيء  عادية ، فقد انتهى الاستمتاع بالخرير كما تنتهي صلاحية المواد الغذائية، او كما  تنتهي صلاحية  خدمة أي موظف في سلك الدولة بتقاعده او بإعفائه من مهامه ، حيث لا يدق بابه  احد ،ولا يزوره احد، ولا  يرن هاتفه  الا لماما ،ولا يسلم عليه الا النزر القليل ، وربما لن يتبع جنازته الا اهل البر والاحسان لأنه برئ من النفع وخلا من الفائدة ،ولم يعد قويا ولا صالحا  و ليس جديرا  بالبقاء  برؤية داروين في  علم التطور، وفي نظرية الانتخاب الطبيعي  او حسب تجار المعتقدات الأفيونية ، فالكثير من  الكائنات تعيش على انقاض اخرى ، والكثير من الكائنات الآدمية  في الإدارات العمومية تبقى خالدة  على انقاض اخرى لأنها تتقن شروط اللعبة وتتقن طريقة اللعب.

توقف ماء عين  العاطي جرنا بعيدا لعلاقة الشيء بالشيء ،حيث أضفى" الشعبويون " من الامة كثيرا من الطقوس والمعتقدات على ذاك التوقف ،ويجب ان نتوقف بدورنا عن الكلام قبل ان تنزل الاحكام  ، والأولى ان يتدخل بالتفسير اهل الاختصاص في علم الجيولوجيا بالكلية المتعددة التخصصات ،او علماء البيئة او ادارتهم بالرشيدية، او يتدخل الفقهاء بالدعاء لها وللأمة ،فالمرجح ان الثقب قد احكمت إغلاقه بعض الاحجار الباطنية او ترسبات، او انجرافات ، فحبست التدفق وحولت صبيب الماء  صوب مكان  آخر فعادت الأرض يبابا تنتظر عودة الفينق ليتدفق السيل من جديد ، وقد نامت العين نوم الاميرة الجميلة النائمة في قصص الاطفال، وستوقظها  قدرة الرحمان سبحانه بدل الامير الوسيم ، ولله ما اعطى وله ما آخذ ،وكل شيء عنده بأجل.