محمد بوداري
تعيش ساكنة قرية أدمر أيت تقرت بالجماعة الترابية كرس تعلالين قيادة أيت ازدك دائرة الريش التابعة لإقليم ميدلت ظروفا صعبة للغاية خلال هذه الأيام، بسبب التساقطات الثلجية التي عزلت القرية بأكملها وتسبب في انهيار بيوتها وتشريد ساكنتها، في ظل تجاهل المسؤولين والمنتخبين عن المنطقة الذين فضلوا لغة الصمت وعدم الاكتراث بمعاناة هؤلاء، وإغلاق الهواتف في وجه المستنجدين المنكوبين.
وتضمن شريط فيديو روبورتاجا مفصلا عن المعاناة التي تعيشها ساكنة دوار أدمر بأيت تقرت التابعة لبلدية الريش، تخللته مشاهد صادمة لأسر اضطرت إلى المبيت في العراء وقطع الكيلومترات في الوحل والوديان، هربا من خطر الموت بعدما سقطت أسقف المنازل التي كانت تأويهم.

ركيز عيشة من ساكنة دوار ادمر
وفي تصريح مليء بالحسرة والندم، قالت ركيز عيشة، من ساكنة قرية ادمر ايت تقرت، إنها اضطرت برفقة أفراد عائلتها إلى الهروب بعدما سقط سقف منزلها، إلى مقهى محطة للبنزين بالقرية، حيث مكثت هناك إلى حدود منتصف الليل قبل أن يطردهم صاحب المحطة بدعوى انه سيغلق المحل، لتقرر العودة من حيث أتت وتواجه مصيرها وتنتظر الموت في أية لحظة.
وتضيف المتحدثة، أنها في طريق العودة، استنجدت بسائق سيارة ليقلها برفقة أبنائها إلى عائلتها بمدينة الريش لقضاء الليل هناك، غير أن العائلة التي استنجدت بها طردتها هي الأخرى في الصباح، بدعوى أنها لا تملك مزيدا من الغرف لاستقبالها برفقة أبنائها، لتقرر في النهاية، العودة إلى القرية وتنتظر مصيرها.
وكشفت متحدث أخر، يدعى حداش سعيد، من ساكنة أدمر، أن سكان القرية أخبروا السلطات بما حل بهم بعد سقوط منازلهم، لكن لا أحد استجاب لإغاثتهم، ويضيف أنه في الصباح رجع لقريته ليواجه الخطر وينتظر الموت برفقة زوجته وأبنائه، وتساءل بمرارة: "هل نحن غرباء حتى يتم تهميشنا بهذه الطريقة، وعدم الاستجابة لنجدتنا؟.

حورتان بوكيل يستنجد بالمسؤولين لوضع حد لمعاناتهم
وبدوره قال حورتان بوكيل، من الساكنة: "لولولا الألطاف الإلهية لكان قد توفي برفقة ابنائه، لأن المنزل سقط عليهم ليلا وهم نيام، والشتاء غزيرة والرياح عاصفية، وزادت الأزمة مع غياب الإنارة".
وأكد بوكيل، أن بعض سكان القرية قطعوا الواد للمبيت عند جيران آخرين، في الجهة المقابلة، في حين حاصرت الثلوج البعض الأخر، وهي ثلوج لم يسبق للمنطقة أن شهدتها، مضيفا انه عادة ما تسقط ثلوج في مثل هذه الأوقات لكن ليست بمثل هذه المقاييس، وطالب السلطات المحلية والمنتخبة بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم قبل فوات الأوان"..

عبو رقية تضطر الى التنقل يوميا للمبيت عند شقيقها برفقة بناتها
من جهتها، حكت عبو رقية بمرارة ما عاشته هذه الأيام برفقة بناتها الخمس، وكيف أنها انتقلت إلى مكتب قائد المنطقة، طلبا للنجدة، لكن دون جدوى، اخبرها انه لن يستطيع عمل أي شيء، فيما اقفل هاتفه في وجه باقي سكان القرية.
وقالت إنها تضطر في كل ليلة إلى قطع مسافة طويلة للمبيت عند شقيها، برفقة بناتها الخمس، لكن شقيقها هو الأخر أخبرها انه يمتلك فقط غرفتين، وكانت تترك زوجها كل ليلة في القرية يواجه مصيره والموت يحذق به من كل صوب.

احدى بنات رقية تحكي معاناتها وتجاهل المسؤولين
وفي تصريح أخر لا يقل مرارة عن والدتها، حكت إحدى بنات رقية،، أن البيت سقط فوق رؤوسهن ليلا وأنها تشعر بالخطر يوميا، وأن المستقبل بات غامضا في ظل تجاهل السلطات، خاصة القايد ورئيس المجلس البلدي، فرغم الاتصال بهم مرارا وتكرارا، لم يبادرا إلى إيجاد حل لمعاناة هؤلاء تاركين سكان القرية يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
ولم تقتصر المعاناة على الساكنة بل امتدت إلى الحيوانات، إذ تضمن الفيديو مشاهد صادمة لنفوق قطعان الماشية، واظهر اللقطات صورا للمواشي وهي مرمية على جدران المنازل المنكوبة، التي فاقمت الثلوج أزمتها بعدما توحد في وجهها الفقر والتهميش وعدم المبالاة.
المصدر: تليكسبريس