أحمد بيضي - خنيفرة / جديد انفو
على إثر الأحوال المناخية القاسية التي عاشتها مناطق إقليم خنيفرة، عقد “مركز القيادة”، تحت إشراف عامل الإقليم، اجتماعا خاصا، بعد زوال الأربعاء 7 فبراير 2018، وهو من ضمن سلسلة اجتماعات مستمرة بغاية الاطلاع على سير عمل المتدخلين في مواجهة موجة البرد القارس وتداعيات التساقطات الثلجية على مستوى الطرق والمسالك والمناطق المعزولة، واستكمال تدارس الإجراءات والتدابير التي يجري اتخاذها للتخفيف من الآثار السلبية على الساكنة المحلية، وقد حضر الاجتماع مسؤولون عسكريون وأمنيون وسلطات محلية ومنتخبون وإعلاميون ورؤساء مصالح معنية، ورؤساء المجلس الاقليمي والمجلس البلدي ومجموعة الأطلس للجماعات.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد عامل الإقليم، محمد فطاح، على أن تدبير المرحلة الاستثنائية يضع على عاتق الجميع مسؤوليات جسام من أجل تقديم العون والمساعدة لساكنة المناطق الجبلية، وغيرها من المناطق المتضررة جراء موجة البرد والثلوج، متوقفا عند ما تتوفر عليه العمالة من مخطط إقليمي كأداة أساسية لتنسيق الجهود وتحديد مهام المتدخلين التي تشترط الاستباقية، التدخل السريع للاستجابة للحالات المستعجلة، وترتيب الأولويات، كما لم يفته الكشف عن البرنامج العملي لتدبير فترة الثلوج، ويهم 10 جماعات قروية، وساكنة تقدر ب 69 ألف نسمة، و17 دوارا تعد في عداد الدواوير المعزولة، و4 طرقات رئيسية تعرف انقطاعات متكررة.
وفي ذات السياق، تم التوقف عند أهم التدخلات بمجموعة من المحاور، أهمها الحرص على تأمين الطرق الرئيسية لتموين الإقليم وضمان ربطه بباقي ربوع المملكة، مع إعطاء الأولوية للمحاور الطرقية الرئيسية، تجنيد فرق للتدخل السريع للاستجابة لبعض الحالات الطارئة والإنسانية، القيام بعمليات فك العزلة تدريجيا عن الدواوير والمناطق المعزولة، حيث مكنت تدخلات المصالح المختصة من فتح 2600 كلم من الطرقات، وإيواء 24 شخصا بدون مأوى، وتعليق الدراسة ب 78 مؤسسة تعليمية مؤقتا بسبب العزلة (بلغ عدد التلاميذ المعنيين بهذا الإجراء حوالي 22 ألف تلميذ)، في حين تم التدخل باستعجال لفائدة 5 نساء حوامل، مع تعبئة 23 آلية ثقيلة لفك العزلة عن عدد من الطرق والدواوير.
وبعد التنويه بالجهود المبذولة من طرف المتدخلين لمواجهة الظروف المناخية القاسية، شدد العرض على ضرورة المزيد من التعبئة بكل جدية والتزام إلى حين نهاية فترة البرد وتساقط الثلوج، مناشدا المجتمع المدني “القيام بدوره في الدعم والمؤازرة والمساعدة عوض تحميل الدولة المسؤولية لوحدها أو الاكتفاء بالوقفات الاحتجاجية والانتقادات من خلف مواقع التواصل الاجتماعي”.
وخلال الاجتماع، استعرضت كافة القطاعات المشاركة التدابير المتخذة والموارد البشرية واللوجيستيكية التي تم وضعها في مواجهة تداعيات موجة البرد والثلوج، حيث استعرض رئيس الوقاية المدنية المناطق والطرق الأساسية التي تستدعي التدخلات العاجلة، والمجهودات والتدابير التي تم اتخاذها لتأمين سلامة المواطنين وممتلكاتهم، ونقل النساء الحوامل في ظروف جيدة نحو المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي، منهن 5 حالات خلال الأيام الأخيرة من أصل 88 تم نقلهن، على مدى ثلاثة الأشهر الأخيرة، إلى جانب 526 حالة تدخل تتعلق بأشخاص في حالة خطر، بينما تقدم بالخطوط العريضة لبرامج وخطط عمل مصالحه، وما تتميز به من طابع الاستباقية والتدخلات السريعة لمواجهة ما قد يقع من مخاطر وطوارئ مرتبطة بالظروف المناخية والحياة البشرية والعمرانية.
وتدخل ممثل مديرية التجهيز والنقل بعرض حول التدخلات التي قامت بها مديريته أو برمجتها، ما بين 2 و7 فبراير، من أجل مواجهة موجة البرد وإزاحة الثلوج، بمختلف الطرقات والمحاور الطرقية التي بلغت ما مجموعه حوالي 2600 كلم من شبكة الطرق المعنية بإزاحة الثلوج، اعتمادا على ما تتوفر عليه من آليات وكاسحات وموارد بشرية، مع جرد للمناطق التي عرفت تساقطات ثلجية قوية، إلى جانب عرض ما تتوفر عليه المديرية من إمكانيات ووسائل لوجيستيكية، ومن برنامج عمل.
ممثل مندوبية الصحة بدوره استعرض ما تقوم به مندوبيته من أجل تخفيف العبء عن الساكنة، تنفيذا للتدابير المتخذة في هذه الظروف الاستثنائية، وما يجري نهجه من خدمات عن قرب، عبر ما يتم تسخيره من الفرق الطبية على مستوى المناطق المعزولة، مع عملية إحصاء مسبق للحوامل بالمناطق الصعبة والنائية، بالتعاون مع السلطات المحلية، حيث تم إنقاذ عدة حالات منهن بالإشراف على صحتهن أو نقلهن للمراكز الصحية والمستشفى الإقليمي من خلف المسالك الوعرة والتضاريس الجبلية، كما أشار إلى بعض التدخلات الطارئة الخارجة عن التدخلات المبرمجة من أجل الحالات المعزولة ونداءات الاستغاثة، حيث بلغت خرجات الفرق الطبية 71 خرجة ب 66 تجمعا سكنيا وفحص 17246 حالة وإجلاء 72 امرأة حامل.
وفي ما يخص قطاع التعليم، لم يفت المدير الإقليمي للتربية الوطنية استعراض ما قامت به مديريته من إجراءات في هذه الظروف، ومن ذلك إشعار المؤسسات التعليمية والداخليات بما يخص قساوة الطقس وصعوبة الدراسة بها، بناء على المراسلة الوزارية رقم 162 والأكاديمية الجهوية رقم 18، إذ فور إعلان النشرات الانذارية باشرت “خلايا اليقظة” اجتماعاتها للسهر على تشكيل اللجن وتوزيع المدفئات والإطعام المدرسي على المؤسسات، والألبسة الجديدة والمستعملة على 600 تلميذ بمؤسسات المناطق المعزولة، والأغطية على الداخليات، مع توفير أزيد من 200 طن من حطب التدفئة، والقيام بالتدابير اللازمة التي منها تعليق الدراسة بعدة مؤسسات تعليمية ووحدات مدرسية، وبلغ عددها في أحد الأيام 99 مؤسسة ابتدائية و13 إعدادية، وإخلاء عدد من المدارس الجماعاتية، تفاديا للمخاطر الناجمة عن التقلبات الجوية.
وبخصوص مصالح التعاون الوطني، انطلق ممثل المندوبية الإقليمية من دواعي انخراط مؤسسته في التعبئة، وفقا لما تقتضيه الظرفية، حيث استعرض خريطة بنيات الاستقبال المسخرة لاستقبال المتضررين، وهي 31 مؤسسة للرعاية الاجتماعية، و22 مركزا اجتماعيا يمكن استغلاله للطوارئ، مع وجود 200 غطاء و100 سرير و خيمتين، ولم يفته التذكير بعملية إيواء 48 مشردا خلال الأيام القليلة الماضية بأجلموس والقباب ومريرت، كما أشار لعملية فك الحصار عن سبعة مستفيدين بدار الطالب ب”ويوان” إثر انقطاع الطريق المؤدية للمؤسسة بسبب العواصف الثلجية.
و استعرض رئيس مجموعة الأطلس للجماعات ما ساهمت به مؤسسته من آليات لفك العزلة، وفتح حوالي ألف كلم من الطرقات نحو عدد من القرى والمدارس والأسواق الأسبوعية. وتدخل نائب رئيس المجلس الإقليمي أيضا لإبراز ما قدمه مجلسه من وسائل لوجستيكية، قبل رئيس المجلس البلدي الذي أبرز ما اتخذه المجلس من إجراءات لمواجهة تداعيات الظروف الطقسية والتساقطات الثلجية والمطرية، وذلك بإحصاء المنازل والمحلات الآيلة للانهيار، وتكوين متطوعين لمساعدة السلطات، وتنقية الشعاب السوداء وقنوات الصرف الصحي والبالوعات، مع وجود مشاريع مطروحة تهم جنبات نهر أم الربيع لتحصين المدينة من الفيضانات.
وعقب ذات الاجتماع، أكد مدير المكتب الإقليمي للكهرباء أن مصلحته قامت خلال هذه الظرفية الصعبة ب 66 تدخلا على صعيد 48 نقطة، وإلى حدود الثلاثاء الماضي تمت إعادة الكهرباء بشكل طبيعي للمناطق التي عرفت انقطاعا كهربائيا، باستثناء مناطق أخرى مثل أسول وجنان إماس لصعوبة تضاريسها وعلو مسافاتها، وهي قيد المعالجة، بينما لم يفت ممثل قطاع الماء الشروب توضيح أسباب انقطاع الماء عن بعض المناطق والتي تعود إلى انقطاع الكهرباء أساسا، كما حدث بمريرت ومولاي بوعزة وأجلموس، وبدورها لم يفت مسؤولة بقسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بعمالة الإقليم التدخل بنقطة نظام أكدت من خلالها عدم وجود أي خصاص في المواد الغذائية والمؤن الضرورية بالمناطق المتضررة.